طه حسين يقول: لا تعنفوا بالبيت!

TT

وبدأ البرنامج بسؤال من نجيب محفوظ، وكان الأستاذ العميد سعيدا بوجود نجيب محفوظ، فهو يحبه كثيرا. وظهرت السعادة على وجه نجيب محفوظ.. ثم سؤال من الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي، وتغيرت لهجة الأستاذ العميد وهو يقول: أهلا وسهلا.. سوف أقول كلاما يغضبك بعض الوقت.

وبسرعة قال عبد الرحمن الشرقاوي: إذا أستاذنا أغضبني لحظة فسوف أظل غاضبا العمر كله.. وضحك طه حسين وهو يقول: بل لحظة واحدة.. إنك مثل الأستاذ العقاد، قد وضعت فكرك على لسان أبطالك في ملحمة (الحسين شهيدا)..

وقال عبد الرحمن الشرقاوي: بل سوف يغضبني طويلا. فأنا لم أحاول ذلك إلا لحظات. ولكني اعتمدت على كل المصادر التاريخية..

وقال طه حسين: هذا لا شك فيه.. وهذا أعجبني كثيرا.. فقال عبد الرحمن الشرقاوي: إذن هذا يسعدنا العمر كله..

وفوجئ الحاضرون بسؤال من طه حسين، يقول: يا أستاذ أنيس كم يبلغ هؤلاء..

أي كم عدد الحاضرين. فقد كان الاتفاق غير ذلك. أما الاتفاق فعلى خمسة فقط من الأدباء. أما إذا كانوا عشرة فلا بد من مضاعفة المكافأة أي ستمائة جنيه.

ولا أحد من الحضور يعرف معنى السؤال..

ولم أرد، وأخذ الأدباء يسألون ويستغرقنا الحوار. واتفقنا على ألا نعلق على ما يقوله الأستاذ، فنحن نريده أن يتكلم فهذا أول لقاء تليفزيوني بين طه حسين وبعض رموز الأدب المعاصر..

وفجأة قال طه حسين: يا أستاذ أنيس لا تعنفوا بالبيت!

أما العنف فقد حدث، وتلوثت السجاجيد الفارسية بالوحل من أحذية أشهر أدباء مصر في التسجيل الوحيد لطه حسين!

ولم يفهم الأدباء إلى أي شيء يشير طه حسين. ولم أجب على هذا السؤال، وأشرت للمخرج فقال: كل شيء تمام..

أي أنهم سدوا الشارع حتى تتعطل زوجة طه حسين العصبية، التي لن ترضى على ما حدث للسجاجيد الكاشان والنابين، ولن تجد حرجا في طرد الأدباء من بيتها!

يتبع