حلفاء إيران على كف عفريت

TT

في «يوم القدس» الدعائي الذي تحتفل فيه إيران منذ أعوام لإظهار اهتمامها المزعوم بالقضية الفلسطينية، خرج كثيرون من المواطنين الإيرانيين هذه المرة ليس للتنديد بإسرائيل وأميركا، بل إن الجديد هذا العام هو ترديد المتظاهرين الإيرانيين عبارة «لا غزة ولا لبنان.. نستشهد فقط من أجل إيران». فما دلالات ذلك؟

هذا يعني أن حلفاء إيران بمنطقتنا قد باتوا على كف عفريت، فنصف الشعب الإيراني بات ضدهم علنا، ولم يبق لهم إلا النظام الذي بات يعاني من ضعف شرعيته داخليا، يوما بعد الآخر، فالمظاهرات وحركات العصيان لم تتوقف في إيران، ولم تعد فقط في طهران بل امتدت إلى مدن إيرانية أخرى. ورغم ادعاء النظام بأن المعترضين قلة وإلى انحسار إلا أن الغضب، والاعتراض، ما يزالان مستمرين منذ إعادة انتخاب نجاد.

وبات من الواضح أن أزمة النظام الإيراني الداخلية عميقة، وخطرة، على نظام الملالي ومن يقف خلفهم، فسلطة المرشد الإيراني الدينية بدأت في التضعضع، كما أن الإيرانيين بدأوا في تحدي سلطة الحرس الثوري، الذي بات طرفا في الصراع، وقائدا للانقلاب الصامت الذي حدث في إيران، من خلال وقوفه مع أحمدي نجاد.

فالشعب الإيراني بدأ يتعاطى مع الحرس الثوري كما كان يتعاطى مع قوات نظام الشاه قبل الثورة الخمينية، حيث شرع الإيرانيون بمقاطعة السلع التي يستوردها الحرس الثوري، كما كشفت المصادر الإصلاحية لصحيفتنا، من أرز وسجائر وغيرها، وهذا يعني أن الحرس الثوري، الذي أمامه استحقاقات خارجية خطرة، بات يعاني من مأزق الصدام الداخلي في إيران.

وكل ذلك يقول إن النظام الإيراني، وقبله المرشد الأعلى، وكذلك قواته العسكرية، باتوا يعانون من فقدان الشرعية الداخلية، ومن شأن ذلك أن يصعّب موقف النظام في دعم حلفائه وعملائه، جماعات، ودولا، في منطقتنا، ففي النهاية، فإن النظام لا يستطيع تجاهل الانقسامات الداخلية، من أجل الالتزام بالدعم الخارجي، بل قد يكون الدعم الخارجي جزءا من التسوية الداخلية في لحظة من اللحظات.

ومن هنا تتضح صعوبة موقف حلفاء وعملاء إيران في المنطقة، حيث أن هناك رفضا إيرانيا داخليا لهم، وذلك يعني أنه ليس بمقدور طهران الاستمرار في دعمهم بشكل غير مشروط كما كان الوضع سابقا، ففي الوقت الذي خرج فيه نجاد بخطاب يوم القدس مشككا، كعادته، بالهولوكوست، ومهاجما إسرائيل، خرج الإيرانيون بالآلاف يرددون «لا غزة ولا لبنان.. نستشهد فقط من أجل إيران».

وبالطبع فليس بوسع حسن نصر الله، وغيره، القول إن نصف الشعب الإيراني عملاء لإسرائيل والغرب، إلا إذا كان نصر الله إيرانيا أكثر من الإيرانيين أنفسهم. وعليه فلا بد أن نتابع بترقب مواقف أعوان إيران وحلفائها بمنطقتنا، حيث باتت تضربهم الحيرة، فمعلوماتي تقول إن قياديا كبيرا في حماس، كان يعتمر في السعودية قبل أيام، قال لشخصية عربية إنه حريص على مصر والسعودية أكثر من أي دولة أخرى، وإنه مستعد للمصالحة مع أبو مازن!

[email protected]