بل هذه هي عربة اللذة!

TT

عربة اسمها اللذة ـ اسم مسرحية للكاتب الأميركي تنسي ويليامز.. ولكن أشهر عربة في التاريخ هي التي ركبتها فتاة جميلة اسمها سالومي ويجرها ثلاثة من عباقرة العصر: عالم النفس فرويد وفيلسوف القوة نيتشه والشاعر الحزين ريلكه.. ويقال إنه شاعر آخر اسمه باول ري..

ثلاثتهم لهم صورة يجرون فيها عربة تركبها الفاتنة الأديبة لو سالومي وفي يدها كرباج..

وهم لم يعترضوا على هذه الصورة ولا ما فيها من هوان وإذلال. إنهم يعترفون معا وفرادى بأنهم حيوانات لها فلسفة وتنظم الشعر، وتحليل كل العقول..

وكل واحد من هؤلاء النابهين له قصة حب مع لو سالومي التي كانت زوجة لرجل دبلوماسي وأحبها الثلاثة في وقت واحد. فهي أعطت لكل واحد منهم وعدا. وهم ضحايا هذا الوعد, ورسائلهم إليها أكبر دليل على أنهم سقطوا سعداء في شباكها المنسوجة من شعرها الأسود وعينيها السوداويين وأنفها الذي تتميز به بنات صهيون.

أما الفيلسوف الألماني نيتشه فقد بهرها بأسلوبه الفلسفي وبلاغته الساحرة , ومعها حق. فنيتشه له أسلوب رفيع في الكتابة وفي أسلوبه صور لنوره ونارها. والمأساة أن الفيلسوف العظيم قد صدقها وهو يعلم أنها كاذبة.. وإنهن كاذبات. ولكنه لم يستطع أن يقاوم فتنتها. ولماذا يقاوم.. لم يجد سببا لكي يقاوم كذبها الجميل وسحرها الخرافي..

وأما عالم النفس فرويد فانشغل عن جمالها بتحليل نفسه أمامها.. ومن الصورة التي رسمها لنفسه نجد أنه إنسان هزيل.. إن أكبر أعضائه دماغه وأما أطرافه: يداه وساقاه.. فهي ضعيفة كأنها سيقان صرصور حول لوحة فنية. وهو يعترف بذلك ولا يريد أن يهرب بجلده. وإنما هو مفتون بأثرها المغناطيسي على وعيه الظاهر والباطن..

أما شاعرنا ريلكه أو باول ري فقد اعتاد الجمال ـ أن يكون المجرم ويكون الضحية. فهو أيضا كاذب مثلها.. فقد قال لمحبوبته المصرية نعمت علوي: ليس أجمل منك في هذه الدنيا أحد ـ ومعه حق..

كيف حدث ذلك؟ الفيلسوف الوجودي سارتر عنده تفسير: أن ثلاثتهم مثل الذباب الذي سقط في العسل، أراد العسل وأن يموت أحلى موتة. فكان لهم ذلك!