الشعر والشعراء في النار!

TT

شيء فظيع أن يأمر الإمبراطور الصيني هوانج شو بإحراق كل دواوين الشعر المعاصر وكل الشعراء أيضا!

وشيء فظيع أن يحرق هتلر كل الكتب اليهودية في الأدب والفن والموسيقى والعلوم.. وكتب عدد كبير من المسيحيين لأنها لا تتوازى مع الفلسفة النازية في السياسة والحكم..

والراهب الإيطالي سافونارولا أحرق كل دواوين الشعراء التي كان يقرؤها ويستمتع بها. لقد وجدها مضللة كاذبة خادعة..

والبابا ليو العاشر بابا الفاتيكان أمر بإحراق كل مؤلفات مارتن لوثر لأنها تحتج على الكنيسة والبابا..

والفيلسوف العظيم أفلاطون منع الشعراء من دخول (المدينة الفاضلة)، لأن الشعراء تماما كما وصفهم القرآن الكريم: «والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون». وكان أفلاطون ينظم الشعر فأحرق كل قصائده.

وفى سنة 240 ق. م أمر أحد ملوك الصين بإحراق كل مؤلفات الفيلسوف كونفوشيوس. وطلب أن يتم إحراق مؤلفاته ورقة ورقة. وكذلك أمر بإحراق أتباع كونفوشيوس: النساء والرجال والأطفال.

وكان يجلس حول النار ويشرب الخمر وفي حضنه حسناوات الصين وبنات الطبقة الأرستقراطية.. أما أصدقاء الإمبراطور فيجلسون بعيدا في المؤخرة. ومن شعر منهم بالملل وغلبه النوم يلقي به الإمبراطور في النار..

ولا يكاد الحريق يبدأ حتى يجيء النوم إلى عيني الإمبراطور وينام على صريخ وعويل الرجال والنساء. ولم يعرف أحد إن كانت النار أو استغاثة الرجال والنساء والأطفال هي التي تسعد جلالته أكثر ـ تماما كما أن أحدا لم يعرف ما الذي أدخل السعادة على عقل وقلب هتلر!