هل خيب أوباما آمال العرب؟

TT

بات السؤال المطروح اليوم هو: هل خيب أوباما آمال العرب في جدية سعيه لحل الصراع العربي الإسرائيلي؟ ومسطرة تقييم الرئيس الأميركي هي مدى قدرته على وقف عمليات الاستيطان الإسرائيلية.

إشكالية قضية المستوطنات أنها نقطة خادعة، فمن الممكن أيضا أن يقال بواشنطن، وتحديدا من اللوبي الإسرائيلي، إن العرب قد خيبوا آمال أوباما لأنهم لم يقدموا أي خطوات تساعده في عملية بناء الثقة مع إسرائيل، أي إنها نقطة جدل لا أكثر ولا أقل. ولذا فما يجب أن نعيه هو أن أوباما لم يخيب آمالنا، حيث لا آمال، ولا إحباطات في السياسة، لأنها فن الممكن، بل إن الحقيقة التي يجب أن تقال للعرب اليوم إنهم أسهل من يبتلع الطعم، للأسف.

فعندما نربط أنفسنا بقضية وقف المستوطنات نكون قد قدمنا لإسرائيل عذرا في التملص من الشروع بعملية السلام، فالمستوطنات ليست عائقا أمام السلام، بقدر ما أنها باتت عائقا في البدء في مفاوضات السلام، والمستفيد من كل ذلك هم الإسرائيليون بالطبع. بناء المستوطنات لم يحُل دون الوصول إلى سلام مصري إسرائيلي، حيث أزيلت وقتها مستوطنة ياميت، وما يجب أن نتذكره هنا هو أن الإسرائيليين عندما يتشددون في قضية المستوطنات فذلك من أجل هدفين، الأول هو رفع قيمة فاتورة السلام؛ عملية إزالة المستوطنات، أو التعويضات عنها، والأمر الآخر هو أن من مصلحة الإسرائيليين تحريض العرب على عدم القبول بالشروع في مفاوضات السلام، وبالتالي إحباط الجهود الأميركية، التي تأتي من قبل رئيس مختلف عن من سبقوه من نظرائه، حيث يسعى أوباما لحل الصراع العربي الإسرائيلي في فترته الأولى، لا الثانية، التي يكون الرئيس فيها قد أُنهك في قضايا عدة.

ولذا فإن أمام العرب اليوم فرصة حقيقية للوصول للسلام، وإعلان الدولة الفلسطينية، وكل ما عليهم فعله هو التقاط هذه الفرصة للدخول بالقضايا الرئيسية؛ من عودة اللاجئين إلى القدس، وخلافها، بدلا من القول بأن أوباما قد خيب آمالنا، كما أن على العرب السعي جديا لترتيب ملفاتهم، حيث لا يزال الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني يمثل عائقا حقيقيا أمام خوض مفاوضات السلام، وكذلك رفع الضيم عن أهل غزة.

كما أن على العرب اليوم حل مشكلاتهم التي تهدد فرص السلام، ومنها إعادة ترتيب الأوراق مع سورية، التي يبدو أنها قد أدركت بأن المركب الإيراني يسير إلى الغرق، وبالتالي ترتيب البيت اللبناني الداخلي، والذي سيبرز فيه بشكل قوي حزب الله الذي سيتحرك وفق مصالح إيران، وليس لبنان أو العرب.

هذا هو الأهم من أجل عدم تضييع فرصة السلام الحقيقية مع أوباما، والانشغال بقضية المستوطنات، خصوصا أن منطقتنا أمام استحقاق الملف الإيراني النووي، الذي يسير بوتيرة متصاعدة، وطالما استغلت إيران ملفات منطقتنا وصراعاتها لخدمة أهدافها. واليوم، ويا سبحان الله، قد تكون فرصة العرب لاستغلال ربكة إيران، وورطتها، وكل ما على العرب فعله هو التوقف عن بلع كل طعم يلقى لهم بسهولة.

[email protected]