إصلاح التعليم من أجل التربية!

TT

عندنا مشكلة أُم مشكلة بنت مشكلة! ليست فزورة وإنما حقائق تتوالد وتنمو وتتكاثر. ونحن لا نعمل شيئا..

فالكلام كثير عن التعليم وإصلاح التعليم. ولكن التعليم ليس هو التربية. فنحن عندما نؤيد الإصلاح فنحن نتجه إلى إصلاح برامج التعليم. وليس إصلاح حال المدرس الذي يعلم الصغار. ولا نلتفت إلى الذين يؤلفون الكتب ولا إلى الورق الذي طبعت به الكتب المدرسية.

ولا تمضي سنوات قليلة حتى نستشعر أن خطأ قد تولد. أو أن خطأ قديما لم نتمكن من إصلاحه. وغالبا ما يكون الخطأ وإصلاحه متعلقا بالتعليم. وتغيرات البرامج والكتب والمؤلفون ولم نفلح في إصلاح التربية.. أي السلوك العام للطالب الصغير في المدرسة وفى الشارع وفى البيت والمحكمة والسجن، فما الذي حدث؟ الذي حدث هو أن الطفل أو الطالب الصغير ذهب إلى المدرسة وعاد إلى البيت دون أن يلتفت أحد إلى الذي طرأ على سلوكه وحياته. كأنه نبات بري ظهر فجأة بين الصخور على أرض قاحلة وكبر وكبرت أشواكه فجأة.

والغلطة أننا تصورنا أن كل هذا حدث فجأة. والسبب أننا لم نلتفت إليه صغيرا ولم نفهم أن نموه دون رعاية ودون اهتمام به ومستقبله، ولذلك كان من الطبيعي أن ينمو على هواه. وتكون المفاجأة أن ألوفا بل ملايين الطلبة يريدون أن تكون لهم حياتهم المنحرفة في الشارع أو في البارات أو غرز الحشيش والمخدرات..

والصورة الآن: مئات الألوف من الشبان لم يكملوا تعليمهم. جهلة غاضبون. ساخطون. ضحايا المخدرات وفي أيديهم أسلحة وفي جيوبهم أيضا. تراهم على نواصي الشوارع يعترضون أي أحد يقترب منهم ويستعدون للعدوان عليه. أو يعتدون عليه أو عليها..

مَن المسؤول؟ الجواب: كلنا.. والحل: في أيدينا إذا كانت أيدينا خالية. وإذا كنا قادرين على أن نجلس إلى شبابنا بعد أن تغيرت ملامحه وسلوكياته ولغاته. ووجدنا وسيلة للتفاهم من أجل حقن الدماء وإلقاء السلاح حتى لا يعتدوا على المجتمع.. أي على الناس الذين يتوهمون أنهم المدرس وأنهم الأب والأم والإخوة..

لقد تأخرنا. ولكن ما يزال هناك متسع من الوقت إذا أردنا. ونحن نريد: الأب والأم والمدرس وأجهزة الأمن والصحة والعلاج. والشرط الوحيد هو أن نكون معا لإصلاح التعليم من أجل التربية!