من أحداث الأسبوع

TT

* طالما قيل ان المرأة تحصل على ما تريد من زوجها بالابتزاز. يقصدون الامتناع عن الجنس. تزعل وتتمرض وتصاب بالصداع ووجع المعدة وتدير له ظهر المجن، أو بالأحرى ظهرها، حتى يذعن ويلبي ما تريد واذا بها تصبح فجأة صحيحة مرحة كعصفور عند الصباح. المشكلة ان النساء يفعلن ذلك على النطاق الفردي ولم يزاولن هذا السلاح قط على النطاق العام. شغلت هذه النقطة خيال الكثير من الادباء، وعلى رأسهم الكاتب المسرحي الكوميدي الاغريقي ارستوفان. عالج مآساة الحرب البيلوبونيسية بين ابناء قومه في مسرحيته «الحرب والسلم» وفيها عبر طموحه لانهاء الحرب عن طريق المرأة. جعل نساء اثينا يجتمعن ويقررن الامتناع عن مجامعة ازواجهن حتى يتوقفوا عن القتال ويضعوا نهاية لهذه الحرب الداخلية. فعلن ذلك في يمين اقسمن بها في اظرف القطع الكوميدية. ظل ذلك مجرد بدعة في خيال الادباء. بيد ان النساء التركيات فعلن قبل أيام ما كان يحلم به الادباء والمفكرون. وجاء الفعل لا من المثقفات والجامعيات، وانما من الفلاحات من قرية سرت. لسنين وهن يعانين من مشكلة نقل الماء الى القرية دون ان يعبأ الرجال بمعانتهن. أخيراً اتخذن هذا القرار. لا جنس ولا جماع حتى تمدوا انابيب المياه الى وسط القرية، ما هي إلا أيام قليلة حتى صدر القرار بمد انبوب على طوال خمسة اميال يوفر الماء النقي لسكان سرت.

هل ستتعلم نساء تركيا موعظة هذا الدرس ويطبقنه على أمور أوسع وأخطر؟ وماذا عن نسائنا العربيات، وكل نساء العالم؟ متى نسمع عن جزائرية تقول لزوجها، اذا خرجت ورميت قنبلة على اخوانك المسلمين في بليدة أو قسنطينة أو غيرهما، فلا تقرب من فراشي هذه الليلة.

* سذاجة الامريكان وضحالتهم ظاهرة مثيرة للضحك. تراهم يصدقون أي شيء إلا شيئاً واحداً وهو ان للفلسطينيين قضية وان العرب ليسوا من فصيلة القردة الغوريلا. ماتت واحدة منهم عندما حاولت ان تطير الى السماء في نوبة روحية، فرمت بنفسها من أعلى السيارة المكشوفة وسقطت على الشارع وقتلت في الحال. قالت لزوجها. انظر السيد المسيح (عليه السلام) على الرصيف بين الناس والحواريين الاثني عشر يحلقون الى السماء. ارادت ان تتبعهم فقذفت بنفسها من السيارة. اتضح ان ما رآته كان الممثل ارني جنكيز في زي السيد المسيح في طريقه لتمثيل مسرحية عنه ومعه في الشاحنة 12 دمية منفوخة بغاز الهليوم على شكل الحواريين الاثني عشر. كانوا مربوطين بحبل الى الشاحنة وانفك الحبل فطاروا في الهواء بفعل غاز الهليوم! ولكن ليس كل حكايات امريكا طرائف مضحكة. فيها طرائف مبكية. اتضح الآن ان البنتاغون قمع خبر قنبلة نووية اقوى من قنبلة هيروشيما بمائة مرة. كانت تحملها طائرة قاصفة واصطدمت في الجو بطائرة أخرى. خشي الطيار على ما يحمله فقذف بالقنبلة في البحر على مسافة ستة أميال من شواطئ ولاية جورجيا. كان ذلك عام 1958، وما زالت هذه القنبلة هناك. يقول البنتاغون، انهم تركوها لأن من الخطر جداً الاقتراب منها. ولكنهم اكدوا للجمهور انها ستبقى امينة. ماذا اذا قررت الاسماك التحرش بها؟ أو تعرض قعر البحر لزلزلة ارضية؟

يمكنكم ان تتهموني بالسذاجة والضحالة. ولكنني سأقولها لي شعور ذاتي عميق لا يقل عن شعور تلك المرأة في نوبتها الروحية، بأن امريكا ستسبب يوماً ما في كارثة مريعة لبني الانسان والكرة الارضية.