وبكى رائد الفضاء الأمريكي!

TT

هذه نكتة من مفارقات الزمن المحلي أو الدولي.. فقد تلقيت خطاب شكر من اثنين من رواد الفضاء الأمريكان. أما الشكر فلأنني دعوتهما إلى وليمة فخمة. وهي تاريخية لأنها كانت بالقرب من الأهرام وفخمة لأن الطعام كان أكثر من قدراتنا على تناوله وإذا تناولناه فلا نستطيع أن نهضمه. وإذا استطعنا كل ذلك فهما لا يقدران على دفع ثمن هذه الوليمة لأنهما مفلسان. فرواد الفضاء متطوعون.. وإذا كانوا موظفين فإنهم يتقاضون بدل سفر عادي عن كل ليلة يبيتونها خارج المدينة.. يستوي في ذلك إن كان يبيتونها في واشنطون أو في القمر أو حوله أو في الطريق إلى المريخ..

أما النكتة فهي أن هذا الخطاب قد أرسلاه من تسعة عشر عاما. فأين نام كل هذه المدة؟ عندنا؟ عندهم؟ الله أعلم. والوليمة ضخمة لسبب آخر، وهو أنني دعيت إلى الإفطار معهما الصديق العالم الكبير د. فاروق الباز. فلاحظت أنهما يقتسمان طبق (الأوملت) فسألت فاروق الباز: هل هو رجيم قاس لهذه الدرجة؟

فقال: ليس رجيما. إنما هو إفلاس. فرحلات الفضاء عمل تطوعي. ولا يتقاضيان أجرا على ذلك. ثم إن الهدايا التي سوف يتلقيانها في دول الخليج لا بد أن يعيداها إلى الدولة.. لأنه ممنوع على الموظف حتى رئيس الجمهورية أن يقبل هدية يزيد ثمنها على 77 دولارا.. ثم تجمع هذه الهدايا ويعرضونها للبيع.. وعندما يتلقون الهدية يجب الإبلاغ عنها إما عن طريق السفارة الأمريكية أو أية جهة مسؤولة في أمريكا.. وفي نفس اليوم.. أو بعدها بيوم واحد! ولم يحدث قط أن أخفى موظف أمريكي أنه تلقى هدية!

مرة واحدة تلقى أحد رواد الفضاء هدية من فتاة جميلة في ألمانيا. وكانت الهدية ثمينة. فقدمها للدولة وهو يبكي على أنها ثمينة وأنها غالية جدا فقد كانت من الفتاة الوحيدة التي أحبها!

يتبع