وأين هديتنا نحن؟!

TT

في النادي الدبلوماسي بالقاهرة كان عيد ميلاد رئيس الوزراء د. مصطفى خليل. والبهجة على الوجوه. وكل واحد منا قال كلمة، وقلت: مصطفى خليل أشجع رئيس وزراء عرفته مصر. ثم إنه مهندس السياسة الخارجية. فهو مهندس بحكم مهنته. استطاع أن يجعل حياته وفكره وإدارته هندسية.

أما شجاعة مصطفى خليل فقد ظهرت فيما بعد في مفاوضات السلام مع إسرائيل. وادعى كثيرون أنهم هم الذين خططوا وشجعوا السادات.. وكلام كثير من هنا ومن هناك. ولكن مصطفى خليل أعلن في التليفزيون الإسرائيلي وفى قنوات عربية كثيرة أن عملية السلام كلها من تفكير وتصميم وإدارة وقرار أنور السادات وحده.

ويبدو أن مصطفى خليل قد قيل له إن الذي قاله للاستهلاك الخارجي. فما كان منه إلا أن أعلن في التليفزيون المصري: عملية السلام من أولها لآخرها: أنور السادات.. أقول كمان مرة: عملية السلام من أولها لآخرها أنور السادات. ولا يحق لأي أحد، أيا كان هذا الأحد، أن يضيف كلمة واحدة..

ونحن نتناول عشاءنا فوجئنا بالسيد ليفي شتراوس منسق العلاقات بيننا وبين إسرائيل. وفى يده صندوق. وقدم الفاتورة وأعطاها لمصطفى خليل. لقد اشترى له جزمة ومعها الفاتورة التي تؤكد أنها أقل من 77 دولارا. فالقانون يحرم على الموظف الأميركي أن يتلقى هدية أثناء عمله يزيد ثمنها على 77 دولارا.

وضحكنا. ولم يفهم الرجل الذي أماتنا أو كدنا نموت من الضحك. وأفهمناه أن هذا الكلام عندهم. أما عندنا، فلو ملأ هذه الجزمة جنيهات ذهبية أو كانت الجزمة من ذهب، فلا أحد يعترض على ذلك.. بل إن الناس تنظر إليه وتقول: طيب وإحنا فين هديتنا!

يتبع.