الأمير أحمد معلِّقا..

TT

الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية السعودي، يتبوأ منصبا محوريا في موقع في غاية الأهمية. متمرس وخبرته في هذا المجال الحيوي معروفة ولا تحتاج شهادة. مُقِلّ في تصريحاته، ولكن أسلوبه في التعاطي مع الأمور المهمة في بلاده كان دوما نتاجه التقدير والاحترام. وبهدوئه ورزانته التي تعود عليها الناس علق الأمير أحمد منذ أيام على تطورات في ملف مواجهة الإرهاب بالسعودية، وتحديدا كان لافتا ما ذكره الأمير بأن مطالب القاعدة واستجداءها لتلقي الدعم المادي لم تجد من يتجاوب معها، مما يوضح أن هناك انحسارا لأي درجة من التعاطف كانت موجودة معها في السابق بعد أن انكشفت الأكاذيب والحيل التي اعتمدوا عليها.

ونفى الأمير أحمد بشكل واضح ومباشر مسألتين مهمتين جدا: الأولى كانت تتعلق باعتقال مطلوبين سعوديين في باكستان ومن ثم تسليمهم للمسؤولين السعوديين، وكذلك نفى الأمير ما يتم ترديده أخيرا بمشاركة قوات ومقاتلات حربية سعودية ضد الحوثيين في اليمن. ووضح أن الحوثيين يرتكبون خطأ كبيرا بترديدهم لهذه الاتهامات والأقاويل. وكرر الأمير أحمد موقف السعودية المتجدد في أن باب العودة للخير من أبناء الفئة الضالة لا يزال مفتوحا، ودعا أن يعودوا لجادة الصواب وأن يبتعدوا عن كل من يروج للضلال ويجرهم إليه. كل ذلك جاء في مناسبة لافتة دشنها الأمير أحمد وهي ندوة دولية حول إدارة الكوارث عُقدت في العاصمة السعودية الرياض وشاركت فيها وفود من أكثر من 50 دولة، وأكد فيها التزام بلاده بالمواثيق والاتفاقيات الدولية كافة بشأن الأمن والسلم الدوليين، وأن السعودية تقوم بدور فعال تجاه الدول المصابة والمتضررة نتاج الكوارث الطبيعية. وكان لافتا توضيح الأمير أن السعودية اليوم باتت تقسم الكوارث بين ما هو تقليدي منها كالزلازل والبراكين والأعاصير، وما نتج عن التدخل البشري وتأزيمه للأمور كالتغيير المناخي والأوبئة المستحدثة. ويجيء هذا المؤتمر كردة فعل عملية وفورية من السعودية التي واجهت هذه السنة زلازل متتالية في إحدى قراها الصغيرة مما أجبرها على اتخاذ إجراءات احترازية صارمة بحق سكان هذه القرية ونقلهم إلى مكان آخر، وكذلك تعرضت بعض مدنها لعواصف رملية غير مسبوقة مع عدم إغفال الاستعداد الكبير لموسم الحج وتحدي إنفلونزا الخنازير هذا العام.

الكوارث تطورت وأصبحت نتائجها عنيفة وأكثر حدة على الرغم من ارتفاع الوعي وتحسن وسائل النقل والاتصال، إلا أن وتيرة تكرار الكوارث جعلت فرضيات الإصابة تزداد بحق الدول والشعوب. ولذلك ندوة بهذا العنوان أتت في توقيت سليم، وإذا كانت الجهة الرسمية المشاركة هي الدفاع المدني فإن التعاطي مع الكوارث يمس كل القطاعات بلا استثناء. وكل الأمل أن تتحول الندوة إلى ثقافة عامة فتعم تجارب الاختبار على التعاطي مع الأزمات الافتراضية وتَبنّي المخابئ وصفارات الإنذار وطرق الإخلاء وغير ذلك من عناصر التعاطي مع الأزمة والكارثة.