وهذه هدية لكل الأحفاد!

TT

نشرت في مجلة «أكتوبر» أن الرئيس السادات تلقى من إسرائيل هدية من الذهب عبارة عن نسر مكتوب تحته هذه العبارة أو هذه الآية: وحملتنا أجنحة النسور!

واتصل بي الرئيس السادات وسألني: أين أنت؟ فقلت في جنيف. قال: متى تعود؟ قلت: اليوم. قال: تنزل من الطائرة وتجيء إلى البيت لأمر هام جدا. ولا يمكن السكوت عليه!

أما الذي لا يمكن السكوت عليه فهو هدية إسرائيل. وكانت نسرا في حجم الصرصور ومن الخشب المطعم بالذهب!

قلت: يا ريس أنا نقلت الخبر كما نشرته الصحف الإسرائيلية!

وضحك السادات: أنت نسيت إنهم يهود.. هاها!

وفى يوم دعوت موسى ديان وزوجته بناء على توجيهات الرئيس السادات، وذهبت بهما إلى حيث الرئيس في القناطر الخيرية إحدى الضواحي التي تبعد عن القاهرة خمسين كيلومترا.

وبدأ موسى ديان بالحديث عن عملية السلام وطلب من الرئيس أن يحكي كيف جاءت الفكرة. وكيف تطورت ثم كان هذا القرار الجريء بالذهاب إلى إسرائيل وإلقاء خطابه التاريخي هناك.

وفي الخطاب طلب بمنتهى الوضوح الجلاء التام عن الأرض المحتلة وإعادة الحدود إلى ما كانت قبل سنة 1967 وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم.. تماماً كالذي قاله في القاهرة لم يغير منه كلمة ولا موقفا!

وبعد أن فرغ الرئيس من استعراض هذه الرحلة السياسية الجريئة والتي كشفت عن بصيرة الرئيس السادات وشجاعته، أشار ديان إلى زوجته ـ وهى الزوجة الثانية صاحبة محل أزياء في تل أبيب.. فأخرجت من حقيبتها قطعة شيكولاته وقدمها ديان إلى الرئيس سعيدا قائلا: هذه لأحفادك!

وتحيرت الدهشة مع الضحك. وشكره الرئيس ضاحكا جدا، إذ كيف يجرؤ ديان على تقديم هذه (الهدية التافهة) لا لأحد أحفاد الرئيس ولكن لهم جميعا!

هاها.. إنه مهووس بخيل!