سرقوها وعادت إلى إسرائيل!

TT

أما الهدية التي لها قيمة وتلقاها الرئيس السادات سعيدا بها ـ فإنها هدية لها قيمة تاريخية. فهي أول هدية من رئيس إسرائيل لرئيس مصر.. أو لأي رئيس عربي في التاريخ!

أما الهدية فهي عبارة عن ورقة طويلة عريضة مكتوب عليها قصة يوسف عليه السلام في مصر.

والذي كتبها الزميل الصحافي يوسف وهبي. كتبها بالخط الفارسي البديع..

أما الذي قدم الهدية فهو الرئيس إسحاق نافون الذي جاء إلى مصر والتقى عددا من الأدباء في قصر عابدين. وقال إنه تتلمذ على يدي طه حسين ـ على كتبه.. وهو على معرفة واسعة بالأدب العربي والأدب العبري والمفكرين اليهود الذين عاشوا في مصر، وكذلك رجال القانون اليهود والمحامون الذين عملوا وأحبوا مصر وأحزنهم أنهم مضطرون إلى أن يفارقوها..

وكما هي عادتنا هاجمت الصحف كل الذين قابلوا الرئيس نافون واستمعوا إلى امتنانه العظيم والعميق لمفكري مصر وأدبائها طه حسين والعقاد والحكيم والمفكر اليهودي موسى بن ميمون الذي يسمونه موسى الثاني. أما الأول فهو موسى عليه السلام.

وهذه اللفافة قد وضعوها في كيس من المخمل الأحمر. ولها يد حتى يمكن حملها.. تشبه تماما التوراة التي يخرجون بها من قدس الأقداس في الأعياد الدينية الكبرى مثل رأس السنة وعيد الغفران..

سألت في رياسة الجمهورية: يا أولاد الحلال ألم ير أحد منكم هدية نافون إلى السادات؟

بعضهم قال رأيناها. وبعضهم قال سمعنا بها. وبعضهم قالوا سرقت وعادت إلى إسرائيل!