قال الكاتب (مارك توين)، لا أنسى منظر ابنتي الصغيرة عندما كانت تبكي بحرقة بعد أن تحطمت دميتها التي تلعب بها، وأتتها أمها تنهرها قائلة: لا تبكي على الأشياء الصغيرة. فبلعت المسكينة غصتها وانطوت على حالها تبكي بدون صوت ولا دموع.
وفي اليوم التالي أتت لأمها تسألها: ما هي الأشياء الصغيرة يا ماما؟! فحارت الأم ولم تستطع أن تجيب.
ومن يومها عرفت أنا أن الدمية المكسورة في عين طفلة هي كالتاج الهاوي في عين إمبراطور.
* * *
هناك تقرير يؤكد أن مقتل جندي في عهد (يوليوس قيصر) كان يكلف 3 شلنات تقريبا، وفي عهد (نابليون) كان يكلف 750 جنيها، وفي الحرب الأهلية الأمريكية كان يكلف 1250 جنيها، وفي الحرب العالمية الأولى كان يكلف 5250 جنيها، وفي الحرب العالمية الثانية كان يكلف 12500 جنيه.
وأخذت الأسعار ترتفع وتتصاعد في كل الحروب إلى هذا اليوم.
والحروب المجانية الوحيدة في العالم التي ليس لمقتل الإنسان فيها أي ثمن، هي الحروب (العربية العربية) ابتداء من الصومال وانتهاء بالعراق، والحبل على الجرار، ويا قلبي لا تحزن.
* * *
تبين علماء النفس الذين درسوا حياة الإسكيمو أنهم الشعب الوحيد الذي لا يشكو من اضطرابات نفسية، وأنهم يستمتعون بأكبر قسط من السعادة والرضا بنصيبهم في الحياة، ويعيشون في وفاق وانسجام تام في حياتهم العائلية، ويفسر العلماء ذلك بأن الأطفال عندهم لا يوجه إليهم تأنيب أو تقريع، بل يتركون أحرارا يفعلون ما يشاءون، إذا ينظر إليهم كشخصيات لها كيانها الناضج، ولا يثقل عليهم آباؤهم بالأوامر والإرشادات.. ذلك لأنهم يؤمنون بتناسخ الأرواح، وبأن الطفل فرد بالغ ناضج من الأقارب المتوفين ـ كان موضع الاحترام والتقدير أثناء حياته ـ ثم تقمص جسم طفل. وتبين علماء النفس أن الطفل عندهم ـ بسبب هذا المسلك ـ يشب شديد الثقة بنفسه، سريع المحاكاة للبالغين، لا يشكو كبتا أو اضطرابا.
ويا ليتني ولدت هناك، وكنت طفلا من أطفال الإسكيمو، بدلا من هذه الاضطرابات النفسية التي عصفت بي طوال حياتي، وما زالت تعصف.
* * *
قال لي: هل تصدق أن أكثر من (90%) من الأزهار في الأرض لها رائحة كريهة أو ليس لها رائحة على الإطلاق؟!
قلت: طبعا أصدق، ولكن أرجوك أن تصدقني أنت كذلك إذا قلت لك: إن النساء في هذا العالم هن كالأزهار تماما.