حدث؟ لم يحدث! ولكن كيف؟!

TT

لحظة عدم. أو انعدام لحظة. أو الانعدام لحظة..

تلقيت تسعة دواوين من الشعر الحديث من دار نشر لبنانية حاولت أن أفهم ما جاء فيها فلم أستطع.. أولها آخرها. وأسماء الشعراء غريبة الشكل. ولم أسمع بها من قبل. وإذا وجدت صفحة من النثر سارعت إليها. ولكن النثر مثل الشعر غير مفهوم. ولا يمكن أن تقامر دار النشر بإصدار هذا العدد من الدواوين لتخسر. ثم إنه لا يوجد تعريف لهؤلاء الشعراء. فلا بد أنهم معروفون وأنا الذي لا أعرف.. إذن أنا لا أعرف..

وزوجتي تتكلم الفرنسية التي لا يعرفها الخدم وينفذون لها ما تريد.. وتكلمهم بالعربية فلا يفهمون ما تقول..

والطاهي أطلب منه كل يوم أن يقلل من الملح في الطعام ويعد بذلك. ثم إنني أجد الطعام شديد الملوحة. وأسكت. فلا بد أن الطعام بلا ملح. والعيب عندي وليس في الطعام. وأطلب منه شوربة خضار فأجده قد طها شوربة وبها دجاجة. وأنا لا أذوق اللحم وهو على يقين من ذلك؟!

وأطب من السائق أن يشتري ورقا للآلة الكاتبة. وأعطيه ورقة من فئة المائة جنيه. فيشتري ورقا بسبعين جنيها ثم لا يعطيني الباقي.

وأطلب إليه أن يجيء في الساعة العاشرة فأجده في الثانية عشرة ثم لا يعتذر!

شيء غريب يحدث أو حدث..

لقد تغيرت الأشياء والعلاقات. وأنا لا أدري. لقد غبت عن الأشياء.. أو أن شيئا قد وقع في غيابي. ولكن ما الذي غيبني. ما الذي اعتراني؟ ولماذا هذه الغرائب. وهل هي عادية وأنا الذي اغتربت. ومتى كان ذلك. ولماذا؟ وهل أنا وحدي الذي تحول فجأة إلى أهل الكهف الذين ناموا قرنين ليجدوا أن الدنيا تغيرت وهم نيام. ولكني لم أنم قرنين. وإنما لحظة واحدة أحسست فيها كأن الدنيا ليست هي. وأنا لست أنا. وكأنني سقطت على كوكب الأرض من كوكب آخر. أي كوكب. لم أحاول أن أسأل أحدا. وإنما جلست أتأمل كيف غابت الأشياء وأصبحت اللغة معضلة.. أو كيف كان غيابي عن الأشياء. ممكن؟ ممكن ولكن لحظة واحدة.. لحظة صوفية هندية.. لحظة سوداء.. لحظة (نيرفانا) يتمناها الكثيرون. لكن لا يؤتاها إلا ذو حظ عظيم؟!

فهل هذا صحيح؟!