قالت عرّافة إنه سوف يموت!

TT

تضايقت جدا. واتصلت بوزير الداخلية النبوي إسماعيل وقلت له: إن عرّافة إسرائيلية تنبأت باغتيال السادات قبل نهاية هذا العام. فقال: أنا تعبت مع الرئيس السادات. وكذلك السيدة حرمه تعبت. إنه لا يسمع الكلام ولا يريد أن يرتدي الصديري المقاوم للرصاص. ويقول: الأعمار بيد الله. وانتهزت الفرصة أننا نتمشى.. وقلت له: يا ريس فيه واحدة عرافة إسرائيلية والعياذ بالله تقول.. فقال: تقول ماذا.. تقول إنهم سيقتلونني! قلت: نعم يا ريس. فقال: أبو العلاء قال إيه.. قال:

مشيناها خطى كتبت علينا

ومن كتبت عليه خطى مشاها

ومن كانت ميتته بأرض

فليس يموت في أرض سواها

وانتقل إلى الحديث في موضوعات أخرى.

سألني: ماذا ستكتب غدا.

قلت له، ولكن في ضيق شديد: ولكن يا ريس الاحتراس واجب.. ولماذا لا ترتدي الصديري يا ريس..إنه..

فقاطعني: الله أنت حتعمل زى جيهان؟.. كانت السيدة جيهان تطلب إليه كثيرا أن يرتدي الصديري.. ولكنه يرفض. ثم غير الرئيس الكلام في هذا الموضوع. وسألني إن كنت قابلت فلانا. فقلت نعم. وإن كنت قابلت فلانا وماذا قال وهل سيعود إلى مصر. فإذا عاد فليكن بيننا لقاء. وسألني إن كان من رأيي أن أذهب إلى إسرائيل وأقابل فلانا. فقلت: تحت أمرك يا ريس..

فقاطعني: لا تقابله. إنه سوف يجيء إليك ويطلب مقابلتي لأن موقفه في الحزب ضعيف، وأن يقابلني فذلك يضاعف من أهميته. وسوف يرى الحزب المعارض أن هناك اتفاقيات سرية بيننا.

وبعد أيام جاء هذا الزعيم الإسرائيلي إلى مصر وطلب أن يقابل الرئيس وقابله، وحضرت المقابلة وكان ما توقعه الرئيس. فبدأت الصحف في إسرائيل تهاجمه.

وصافحني الرئيس وقلت: يا ريس الله يخليك ترتدي الصديري فقال ضاحكا: إن شاء الله لا.. هاها هاها!