.. لذلك حزب الله خطر على لبنان

TT

جاء الانفجار الذي وقع في منزل أحد المنتمين لحزب الله ليدق ناقوس الخطر من جديد، وليؤكد مرة أخرى حجم الخطر القائم في لبنان، والذي يكمن في وجود تنظيم مسلح يفوق قدرات الجيش، وأكبر من الدولة، ولا يخضع حتى لقواعد المرور المنظمة من قبل الحكومة، أو حتى إدارة المرور فيها.

خطورة ما حدث أنه مؤشر على أن حزب الله لا يتوانى عن المخاطرة بسلامة أرواح الأبرياء من المدنيين اللبنانيين، حيث اتضح بعد التفجير الذي وقع في جنوب لبنان أن الحزب يخزن أسلحته وصواريخه داخل المنازل، ووسط الأحياء المأهولة بالسكان، وهو أمر خطر على سلامة الناس الأبرياء. وليس بوسع الحزب، أو مريديه، أن يقولوا لنا إن هذا كلام تردده إسرائيل وبالتالي لا يجب الاستشهاد به، فإذا كان حسن نصر الله يقتبس في كل خطاب له مما ورد في تقرير فينوغراد الإسرائيلي العسكري عن حرب تموز 2006، فلماذا يستكثر علينا اليوم تصديق الصور التي بثها الجيش الإسرائيلي لرجال الحزب وهم يفرغون المنزل الذي وقع فيه الانفجار من الذخيرة والصواريخ؟

وطالما أن الشيء بالشيء يذكر، ونحن في ظل صخب تقرير غولدستون المتعلق بغزة، فلماذا لا تظهر لنا تقارير عربية خاصة تقول لنا كيف تستغل هذه الجماعات المسلحة الأبرياء والسكان دروعا في حروبها الخاصة، وكيف تحصل على الأموال والأسلحة، وما هي علاقات وأجندات هذه الأحزاب، ولمن تتبع، ولمن تأتمر، سواء في لبنان من قبل حزب الله، أو في غزة من قبل حماس، أو غيرهم من الجماعات التي تتسبب في تصدع الدول العربية من الداخل!

بل لماذا لم يخرج حسن نصر الله، إلى الآن، بالتقرير المفصل الذي وعد به بعد انكشاف قصة صلاح عز الدين، المعروف بعماد مغنية المال، رجل الأعمال اللبناني المحسوب على حزب الله، بل ويقال إنه صديق لحسن نصر الله، حيث تعهد نصر الله قبل أسابيع بنشر تقرير مفصل يبين علاقة الحزب وأتباعه، بعز الدين، وحجم الخسائر الحقيقية.

إسرائيل خطر واضح ومعلوم على أمننا، لكن مشكلة حزب الله أنه خطر يجهله كثير من الناس، بل وهناك ماكينة إعلامية تعمد لتضليل الرأي العام، حيث بات الحزب فوق القانون، وله إعلامه، واتصالاته، ومطاره، وجواسيسه، ورجال أعماله.. حزب لا تستطيع إدارة المرور اللبناني مساءلته تحت بند القوانين الخاصة بالدراجات النارية التي تجوب شوارع بيروت، على الطريقة الإيرانية.

ولذا فإن الانفجار، أو التفجير ـ حيث لا شيء مستبعد ـ والذي وقع في طير فلسيه، على الضفة الجنوبية لنهر الليطاني، دليل على الخطر القائم والقابل للانفجار في لبنان، خصوصا أن هذا الانفجار ليس الوحيد من نوعه بل هو الثاني بعد الانفجار الذي وقع في شهر يوليو (تموز) في خربة سلم جنوب لبنان والذي استهدف مخزنا للأسلحة خاص بحزب الله أيضا!

[email protected]