نوبل لأوباما.. الأمل ربما

TT

نعم، شكّل فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام مفاجأة.

حتما لم تكن المفاجأة أميركية فقط بل عالمية أيضا وهو ما بلورته التعليقات إزاءها. وبقدر ما تلقى أوباما برقيات واتصالات تهنئة بالتقدير الممنوح إليه فهو واجه وما زال حملة عاتية يشكك مطلقوها في أحقيته في نيل الجائزة.

الباحث في موقع «غوغل» عن نوبل وأوباما سيجد ما لا يقل عن 48 ألف خبر وتعليق حول الموضع أكثر من ثلثه في الإعلام العربي وحده.

في الداخل الأميركي، سعت وسائل الإعلام خلف تعليقات الجمهوريين الذين عاجلوا بالسؤال عما فعله أوباما وما إنجازاته ليكون رجل السلام، وشنوا هجوما لم يتوانَ حتى عن اتهامه بالعنصرية ضد البيض. بعض التعليقات التي وردت على موقع «تويتر» قالت مثلا إن نوبل باتت تُمنح لمن هو ليس جورج بوش، أو ما كتبه معلق آخر بأن أوباما نال جائزة نوبل في الكيمياء لأن لديه كيمياء خاصة تجذب الناس إليه...

عربيا، كان الاستقبال في الغالب غير مرحّب بالجائزة ومتحفظا عليها ومعظم التعليقات مالت نحو السلبية.

لا شك أن الجدل القائم حول الرئيس أوباما سابق على جائزة نوبل، وما فعلته الجائزة هو أنها أعطت زخما لنقاش لم يهدأ حول صورة ودور أميركا ما بين جورج بوش وباراك أوباما.

معظم ما قيل وكُتب يستحق النقاش. القول بأن أوباما رجل أقوال وليس أفعال أو أن الجائزة هي بمثابة تقدير للنوايا وليس لإنجازات فعلية أو الحديث عن تعثر السلام الفلسطيني الإسرائيلي واستمرار التدهور في أفغانستان هي نقاط لا تشكل وحدها منطقا متكاملا.

من غير الإنصاف القول إن أوباما يعبّر عن مواقف فقط.

وقْف مشروع الدرع الصاروخية وتسريع الانسحاب من العراق والإصرار على وقف الاستيطان الإسرائيلي وإن كان لا يزال يتعثر، إقفال معتقل غوانتامو، الإقرار بتراجع صورة أميركا في العالم ومخاطبة العالم الإسلامي بلغة غير معهودة سواء في القاهرة أو أنقرة، هي ليست مجرد أقوال.

أوباما أطلق مشروعات، وبهذا المعنى تأتي نوبل لتعطي دفعا وتوريطا أكبر بهذه العناوين. صحيح ما يقوله بعض المعترضين الأميركيين أن أوباما منح صوتا للعديد من الغاضبين والمعترضين على السياسة الأميركية في العالم. لكن هذا الصوت المعترض هو أيضا مدخل جديد ينبغي على أميركا دخول بوابته والعمل على تغييره وهو ما بدأه أوباما.

ما يعبر عنه أوباما من قناعة لبناء علاقات أميركية مع العالم لديه قيمة حقيقية. هنا يأتي ربما دور نوبل التي رأى معلقون كثر أنها أتت قبل أوانها، لكنها ربما ستضفي مشروعية إضافية على استراتيجة أوباما التي أعلنها بعيد انتخابه.

التبرير الذي اقترن بمنح أوباما نوبل للسلام تحدث عن الأمل..

لدى أوباما قدرة خاصة للدفع نحو هذا الأمل ليس في أميركا فقط، ولربما تساهم هذه النوبل في الدفع نحو ترجمة الأمل خصوصا في بلادنا الغارقة في يأسها وبؤسها.

diana@ asharqalawsat.com