أشهر أذن في العالم!

TT

لعل اشهر اذن في العالم هي اذن الرسام الفرنسي الشهير فان جوخ.. ولعلها اول اذن في التاريخ تثار حولها قضية، وتدبج عنها المقالات ثم يصدر عنها كتاب.

وفان جوخ (1853/1890) رسام تأثيري او انطباعي عاش حياة قاسية رسم فيها مئات اللوحات من منطلق رؤية فنية خاصة تقول ان الرسام لا يرسم ما يراه ولكنه يرسم ما يحس به.. او كما يقول فان جوخ «انا ارسم الشيء لا كما هو ولكن كما أراه أنا».. مثلا اشعة الشمس يراها الناس ورسمها عشرات الفنانين ضوءا وفي لون الذهب، ولكن فان جوخ رسمها سوداء.. وقد اجتاحت المدرسة الانطباعية عالم الفن التشكيلي بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وربما كانت وما زالت اشهر مدرسة في الفن التشكيلي بجوار التجريدية، وقدمت الى عالم الفن روائع تباع الآن بعشرات الملايين.. ولوحة دكتور «جاسيه» مثلا التي رسمها فان جوخ ولم يجد من يشتريها في ذلك الوقت بيعت العام الماضي بمبلغ 84 مليون دولار وهو اكبر مبلغ دفع ثمنا للوحة.. علما بان فان جوخ ذاته لم يبع في حياته سوى لوحة واحدة بمبلغ خمسة دولارات.. باعها شقيقه الذي كان يرعاه ويقف الى جانبه ضد الذين اشهروا الحرب على المدرسة الانطباعية وحطموا رساميها.. ورفضوا اعتمادهم ضمن رسامي العالم.

وحكاية اذن فان جوخ تعود الى ليلة 24 ديسمبر (كانون الاول) عام 1888، عندما قام الرسام بقطع اذنه اليسرى ثم وضعها في علبة كبريت وارسلها الى حبيبته في ليلة ميلادها حيث لم يكن معه من المال ما يكفي لشراء هدية لها. وقد ظلت هذه هي الرواية الرسمية المعتمدة، التي اثارت خيال العشاق والرومانسيين في جميع انحاء العالم، وشاعت اكثر بين الناس بالفيلم الذي انتجته هوليوود بعنوان «شهوة الحياة» عن حياة فان جوخ وقام بالبطولة فيه كيرك دوجلاس، والد الممثل الشهير مايكل دوجلاس.

كان صاحب هذه القصة او الحكاية هو الرسام بول جوجان صديق فان جوخ الحميم، ثم تأتي المؤرخة الفنية الالمانية ريتا ويلدنجز لتحطم الاسطورة وتقول ان فان جوخ لم يقطع اذنه، ولكن الذي قام بقطعها هو صديقه الحميم بول جوجان اثر مشاجرة تمت بينهما بعد ليلة حافلة بالشراب.. وتقدم المؤرخة الناقدة ادلتها على ذلك.. وهكذا تتحول الاسطورة التي اعجبنا بها جميعا الى حادثة حمقاء، والاسطورة دائما اجمل من الحقيقة.