تلفوني (الجوّال)

TT

قرأت أن هناك امرأة كانت في رحلة وتوقفت في إحدى القرى وتوجهت إلى فندق تطلب المبيت فيه، وقال لها المسؤول: «آسف، إذ لا مكان لديّ. فالغرفة الأخيرة حجزها الرجل الذي تجدينه في تلك الغرفة. واتجهت فوراً إلى ذلك الرجل وقالت: «يا سيدي، إنك لا تعرفني ولا أنا أعرفك، وبما أنهم لا يعرفوننا ولا نعرفهم، فهل تسمح لي بالنوم على أرض غرفتك؟».

وأجاب الرجل: «بما أنك لا تعرفينني ولا أنا أعرفك، وبما أنهم لا يعرفوننا ولا نحن نعرفهم فإني أسمح لك بالنوم على أرض غرفتي».

ثم أعطاها «حراماً» تمددت عليه. وبعد حين لم تستطع احتمال صلابة الأرض. فكرّرت الجملة الطويلة: «بما أنك لا تعرفني..» وأضافت: «أتسمح لي بالنوم في سريرك؟»

ووافق الرجل على طلبها.. وبعد وقت قليل أعادت الجملة: «بما أنك لا تعرفني..» وأضافت: «ما رأيك في حفلة صغيرة بيننا؟» وأجاب الرجل: «اسمعي يا سيدتي». بما أنك لا تعرفينني ولا أنا أعرفك، وبما أنهم لا يعرفوننا ولا نحن نعرفهم، فإنني أترك لك السرير والغرفة بكاملها»! قال ذلك ثم جمع ملابسه وحاسب الفندق وولّى الأدبار هارباً.

ولو أنني كنت في مكانه لما سمحت لها أصلا أن تعتب باب غرفتي، فهذه الإنسانة ليست بامرأة، إنها (حيزبونة) ونواياها شريرة، والعياذ بالله.

**

ليس هناك أغبى من رجل، وأذكى من امرأة.

الرجل أعرفه، أما المرأة فلا أعرفها، ولكنني عرفت عن قصتها من أحد الأشخاص.

نبدأ بالرجل الغبي الذي أعرفه، فقد ذهب وخطب إحدى الفتيات، ووافق والدها على طول الخط بدون أي شروط، غير أن الغبي أصر قبل أن يكتب عليها كتابه أن يشاهدها وجهاً لوجه ـ رغم أنني نصحته بأن لا يتورط بذلك ـ، ولكن تحت إصراره وإلحاحه وافق الوالد، وبعد أن حضرت صعق الرجل وتدلدل لسانه من هول ما رأى، إذ إن الفتاة مثلما يقال: كانت (فلقة قمر) من شدة جمالها، وخرج بعد تلك المقابلة وهو يكاد أن يرقص من شدة الفرح، وفي اليوم الثاني اتصل بوالدها قائلا: إنني أريد أن أحضر ومعي المهر لعقد كتابي على ابنتك المصونة، فقال له الأب: آسف إن ابنتي بعد أن شاهدتك غيرت رأيها وهي لا تريد أن تتزوج بك.

ومعها الحق في ذلك (وربي يحبها)، إذ إن ذلك الرجل لو دخل فجأة على أي واحد منكم لأصيب بالفجعة من شدة بشاعته.

أما البنت الذكية الخبيثة التي لا أعرفها، فقد خطبها أحد الشباب ووافق والدها عليه كذلك، وعندما حضر في مجلسه، طلب منه الأب بكل أدب أن يريه تلفونه الجوال ليستعلم عن ماركته، فأعطاه الشاب تلفونه بكل براءة، فما كان من الأب إلا أن حمل التلفون بكل بساطة ودخل به للداخل وسط ذهول ذلك الشاب، وبعد ربع ساعة عاد وسلم الشاب تلفونه قائلا: آسف إن ابنتي ترفض الزواج منك.

ويبدو أن تلك الفتاة الذكية الخبيثة قرأت الرسائل وشاهدت الصور التي في التلفون ووقعت على الفضائح و(العجب العجاب).

ولكنني متأكد وأبصم بالعشرة أن تلك الفتاة إذا استمرت على ذلك المنوال بذكائها وخبثها مع كل من يتقدم لها، فإنني أبشرها من الآن أنها لن تتزوج أبداً، إلاّ إذا فقدت أنا عقلي وتقدمت شخصياً لخطبتها، فتلفوني ولله الحمد ليس فيه أي رسائل أو صور، اللهم إلاّ صور (توم آند جيري).