الإعلام العربي.. ودعم امرأة العلوم والتكنولوجيا

TT

أتيحت لي الفرصة، وبدعوة كريمة من «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا» في الشارقة، والمتميزة ببرامجها لدعم وتشجيع التميز والإبداع العلمي في البحوث العلمية والتكنولوجية ونشر الوعي العلمي في العالم العربي، وذلك للحضور والمشاركة في مؤتمر مهم نظمته المؤسسة أخيرا في دبي خلال الفترة ما بين 28 إلى 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، وجاء تحت عنوان «المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا: التعزيز من أجل التنمية في الدول العربية»، وتحت رعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال دبي.

وقد شارك في المؤتمر ما يزيد عن 300 سيدة من مختلف الفئات، عالمات وباحثات ومخترعات وسيدات أعمال وسيدات يتبوأن مناصب عامة مسؤولة، ولهن جميعا بصمات إيجابية متميزة في مختلف مجالات المجتمع.

وقد تميزت وتنوعت مواضيع جلسات المؤتمر، ما بين جهود ومبادرات وأساليب الدول العربية الفردية والجماعية في تعزيز دور المرأة في العلوم والتكنولوجيا، والقضايا والتحديات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا وبعد النوع (ذكر أو أنثى) في العالم العربي. وجاءت جلسة اليوم الأخير للمؤتمر بعنوان «الإعلام ودوره في دعم امرأة العلوم والتكنولوجيا»، وقد شاركت فيها بورقة بحثية تناولت واقع الإعلام، وبخاصة الإعلام العلمي العربي وبعض الأساليب المأمولة إعلاميا للنهوض بالمرأة العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا، والتي منها تطوير الخطاب الإعلامي العربي عموما والعلمي خصوصا وتأكيده على إبراز قضايا وجهود وإنجازات المرأة العربية (في الداخل والخارج) في العلوم والتكنولوجيا، وأهمية تشكيل رأي عام قادر على تقبل القضايا المرتبطة بالمرأة في العلوم والتكنولوجيا، مثل العمل أو الدراسة أو تولي المناصب القيادية أو الترشيح والحصول على الجوائز، وأهمية إصدار مجلة بعنوان «المرأة في العلوم والتكنولوجيا» عن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وإعداد مواد إعلامية في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت وبخاصة الشبكات الاجتماعية الشهيرة مثل «الفيس بوك» و«تويتر»، وكذلك برامج ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية متنوعة تناسب مختلف فئات المرأة، لتساهم جميعها في دعم وتعزيز وتثقيف وتوعية النساء والفتيات للاهتمام بمجال العلوم والتكنولوجيا، وبخاصة مناقشة القضايا والتحديات المرتبطة بالنوع (ذكر أو أنثى)، مع عرض لقصص الكفاح والنجاح المشرفة للنساء والفتيات العربيات والعالميات في العلوم والتكنولوجيا، والتي من شأنها إحداث تغيير إيجابي في عرض صورة امرأة العلوم والتكنولوجيا، وأهمية إعداد «حملات إعلامية» بالمشاركة مع مؤسسات وهيئات المجتمع العاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا لدعم وتعزيز والترويج لأهمية مشاركة المرأة والاهتمام بمجال العلوم والتكنولوجيا، وكذلك إعداد «نشرات إعلامية» توزع على المدارس والجامعات للتوعية بالقضايا المرتبطة بالمرأة في العلوم والتكنولوجيا، لتغيير الأفكار والعادات والتقاليد غير الصحيحة التي تحد من عطاء وقدرات وطاقات المرأة والفتيات، والتي منها: أن العلوم والتكنولوجيا مواضيع تناسب الأولاد أكثر من البنات، والعراقيل التي قد توضع (سواء من الأسرة أو الزوج أو المجتمع) في وجه المرأة والفتيات للاتجاه نحو الدراسة والاهتمام والعمل في العلوم والتكنولوجيا، وأن سوق العمل في العلوم والتكنولوجيا يسيطر عليه الذكور دون الإناث، وأن المرأة العاملة في العلوم والتكنولوجيا لا تستطيع أن توفق بين دورها كزوجة وأم ومهنتها، ودور المجتمع في مساعدة النساء العاملات في العلوم والتكنولوجيا في أداء أدوار الزوجة والأم والمهنة. وهناك أهمية أيضا أن يكون لدينا إعلام علمي تنموي وقدرات إعلامية متميزة لعرض ومناقشة ودعم وتعزيز قضايا وشؤون المرأة في العلوم والتكنولوجيا.

خلاصة القول، مع التطورات العلمية والتكنولوجية المتزايدة والمتسارعة، أصبح هناك ضرورة عاجلة لإفساح مجال العلوم والتكنولوجيا أمام المرأة العربية للمشاركة معا في تحقيق النهضة العلمية والتكنولوجية، والإشادة بدورها وأعمالها المتميزة علميا وتكنولوجيا، ومن ثم المساهمة في بناء مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة في عالمنا العربي.

* كاتبة وباحثة مصرية في الشؤون العلمية