خدعوا الألمان فخدعهم الألمان!

TT

قرأت وقرأت.. لم أجد وجها للشبه بين سفر السادات إلى إسرائيل وحده. لا مدفع ولا بندقية ولا حتى سكين. نزل وحده إلى أرض مجهولة فوجد الحفاوة والتاريخ. كلها في انتظاره، وبين هيس وأول عبارة قالها. تماما كما انتظرنا أول عبارة قالها رائد الفضاء أرمسترونج.. إذ أن أول عبارة قالها هيس كان سؤاله عن مستر جونز. وأمسكوه وأبلغوا تشرشل أنه جاء يسأل عن مستر جونز. وهو الاسم الذي أعطته المخابرات البريطانية ليسأل بمجرد هبوطه. لقد هبط هيس السكرتير الشخصي لهتلر ودخل السجن فورا.

ورودلف هيس ولد في مصر. وصار ملازما لهتلر في كل حياته. واشترك معه في حركة حانة البيرة في ميونخ سنة 1923 التي أدت إلى سجن هتلر..

وفي سنة 1941 ليلة العدوان على روسيا. هبطت به طائرة ألمانية في مطار سري باسكتلندا. وحوكم في محكمة دولية في مدينة نورمبرج. والحكم هو السجن مدى الحياة.

وحاولت هيئات سياسية كثيرة الإفراج عنه بسبب ظروفه الصحية، وبسبب الوحدة الفظيعة التي يعانيها. فهو السجين الوحيد، أما الزنازين فعددها 2099. وتتكلف حراسته مليون دولار سنويا. ولم يفلح هيس في أن ينتحر. فقد جردوه من كل ما يمكن أن يؤدي إلى الانتحار: لا سكين ولا حبل ولا عقاقير تدخل له دون تفتيش شديد.

وأحس الحلفاء بسخافتهم. فالرجل مريض وعجوز وانتهت النازية.. ولكن روسيا أصرت على أن يظل سجينا حتى الموت. وكانت نهايته عندما بلغ الخامسة والثمانين!

وقد شكك أحد المؤرخين الإنجليز في القصة من أولها لآخرها. فليس معقولا أن يضحي هتلر بأعز أصدقائه في مغامرة غامضة وليست محسوبة وشككوا في معنى أن يهبط بطائرته مع بداية الهجوم الواسع والمكثف على روسيا.

ويؤكد أحد المؤرخين الإنجليز أن الرجل الذي هبط ليس هيس وإنما واحد يشبهه، أما هيس نفسه فقد اختفى. ولا أحد يعرف أين ذهب. وإن كان من المؤكد أنه انتحر أيضا عندما انتحر هتلر.

وهذه أكبر خدعة وأكذوبة في الحرب العالمية الثانية!