لو أن العالم بدون عرب!

TT

تخيلت حال العالم بدون عرب، وأنا أقرأ الخبر الذي نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» بالأمس بعنوان «الصومال: أسلحة ومتفجرات جوائز الفائزين بمسابقات حفظ القرآن والعلوم الشرعية» حيث قدمت إدارة مدينة كيسمايو الساحلية التابعة لحركة الشباب المجاهدين أسلحة ومتفجرات وقنابل مضادة للدبابات لتكريم الفائزين بمسابقات حفظ القرآن الكريم والعلوم الإسلامية التي أقيمت خلال شهر رمضان الماضي، وشارك فيها عدد كبير من الطلاب، وحصل الفائز بالمركز الأول على بندقية كلاشينكوف وعدة كاملة من الذخيرة، وقنبلتين يدويتين، وقذيفة مضادة للدبابات!! دفعني هذا الخبر العربي بامتياز إلى التفكير كيف سيكون حال العالم بدون عرب، فعلى الأرجح أن نشرات أخبار العالم ستكون باهتة، مملة، تفتقر إلى الإثارة، ولا توجد بها مثل هذه الأخبار التي تجعل الأصلع يشد بقايا شعره رغم معزة كل شعرة لديه، وستضطر قنوات العالم إلى اختصار مدة كل نشرة إخبارية إلى أقل من ربع مدتها الحالية، فأخبارنا كعرب في النشرات الإخبارية ضرورة قصوى، أشبه بطبق الأرز على مائدة الآسيوي، حيث لا وجبة بدونه، ولا نشرة أخبار مكتملة بدوننا.

وفي هذا السياق دعونا نتخيل ـ مجرد تخيل ـ ماذا سيكون عليه حال العالم بدون عرب؟ من المؤكد أن العالم كان سيحرم من الاستمتاع بذلك النشيد الجنائزي «بالروح بالدم» الذي يدير رؤوس الطغاة فيسيرون نحو نهاياتهم في صلف وغرور وجنون، كما سيفتقر إلى منظومة إبداعاتنا في نعوت الزعامة مثل: «الزعيم الخالد»، «الزعيم الأوحد»، و«الزعيم الأعظم»، وسيحرم اقتصاد العالم من أكبر كتلة استهلاكية على ظهر الكرة الأرضية، هذه الكتلة التي ترى أن الله خلق سكان العالم لخدمتنا، وليس علينا أن نعمل شيئا يمكن أن يعمله الآخرون من أجلنا.

أتذكر أمجاد العرب التليدة يوم كانوا مؤسسي حضارات، ومنارات معرفة، وحملة رسالة، وأتحسر على حاضر لا يشبه أمسه، ولا ينتمي إلى أصله، حاضر غرقت دواليبنا في رماله، فبقينا نراوح مكاننا، والركب قد ساروا، ونحن على قارعة الطريق نتأمل قوافل السائرين، ونقضي ليلنا الطويل في قضايا هامشية، نقطع بها زمننا الهامشي، ونحلم بالعزة، والرفعة، والنصر!

[email protected]