ثلاثة أسئلة عنصرية

TT

شغلتني طيلة حياتي هذه الأسئلة الثلاثة: الأول يتعلق باليهود. الشائع عنهم أنهم قوم أذكياء. هل تجري فعلا جينات ذكاء في عروقهم أم هي مسألة ظروف وضغوط فرضت عليهم التصرف بذكاء؟ حسمت هذا السؤال بالنفي. لا ترتبط الظاهرة بالجينات. فاليهود لا يشكلون جنسا واحدا. الاشكنازيون الأوروبيون الذين يشكلون أكثرية اليهود في العالم لا يتحدرون من بني إسرائيل القدماء. ثبت ذلك بالوثائق التاريخية والدراسات البايولوجية. تختلف جيناتهم عن جينات العبريين. فضلا عن ذلك فأنا أعتقد أن العبريين القدماء لم يحملوا أي جينات ذكاء. فلو كانوا أذكياء حقا لما أوقعوا أنفسهم بكل تلك الكوارث التي عرضوا أنفسهم إليها في تاريخهم.

من يحمل الآن جينات العنصر العبري حقا هم الفلسطينيون المعاصرون. ثبت ذلك بايولوجيا أخيرا. آمنوا بدين موسى في عهد يهودا وإسرائيل ثم دخلوا المسيحية في عهد الروم ثم اعتنقوا دين محمد بعد الفتح الإسلامي. والدليل أنهم يحملون نفس الجينات الكوارثية لبني إسرائيل، إننا نراهم اليوم كيف يعرضون أنفسهم للكوارث باستمرار. ولن أعجب إذا ما رأيناهم يمرون عن قريب بنفس حكاية السبي الذي مر به أجدادهم على يد نبوخذنصر، والآن على يد نتنياهو. ولكنني لا أدري أين سيأخذ اليوم هؤلاء السبايا.

هكذا نفضت يدي من ذلك السؤال، هل يحمل اليهود جينات ذكاء. أنتقل الآن إلى السؤال الثاني: هل يحمل العرب جينات غباء؟ فكل ما فعلوا وما يفعلونه ينم عن تصرفات غبية يعجز العاقل عن تفسيرها وتعليلها. المؤسف هنا أن علماء البايولوجيا والوراثة ابتلوا هم بجينات غباء. فنحن نراهم يبحثون دائما عن جينات الذكاء ومستويات الذكاء ووضعوا مقاييس ودرجات لقياس الذكاء. لم أسمعهم قط يبحثون عن جينات الغباء ويضعون درجات ومقاييس له. لقد أضاع العلماء الأغبياء وقتهم ووقتنا بالجري وراء الذكاء الذي لا يملكه غير عدد ضئيل من البشر. الغباء هو مادة البشرية. من زجها بكل تلك الحروب الدامية والأحداث الجسام غير التوازن في الغباء؟ وهذا في رأيي هو ما نحتاج لدراسته. وهذا ما يجعل من الصعب على باحث مثلي أن يجيب على هذا السؤال: هل يحمل العرب جينات غباء في عروقهم؟ ربما أعيا عن الإجابة عليه لأنني شخصيا أحمل في عروقي جينات غباء، وإلا لاستطعت الإجابة على مثل هذا السؤال البسيط. أي بائعة لبن أو شربت في بغداد تجيب عليه بسهولة وطلاقة وهي ترى ما حل ببلدها وأهلها من دمار فتقول لك: يعني هي تحتاج سؤالا؟ إحنا ناس دبنكية! أنا على إيش قاعدة أبيع شربت وبلدنا يسبح بالنفط!

والآن حل موعد تناولي للسؤال الثالث. هل يحمل العرب والإسرائيليون جينات غباء مشتركة؟ سيحل ما يقرب من قرن على هذا النزاع والطرفان عاجزان عن الوصول إلى حل يفتح لهما مستقبلا مشتركا يانعا وسعيدا بعيدا عن كل هذا التقتيل والتوتر والعصبية والجنون؟