حمار سلطان العلماء!

TT

انزعجت. شكوت إلى الطبيب. فقال: احضر حالا. أجرى الطبيب تجارب على أعصابي: اليدين والقدمين والعينين. وقال: زي الفل!

إذن. لا بد أن هناك سببا آخر للرعشة في أصابعي. أنا عرفت. ففي كل مرة تقع عيني على الإعلان عن مسرحية (السلطان الحائر) لتوفيق الحكيم، أتذكر ما أصابني بسبب هذه المسرحية التي بطلها سلطان العلماء العز بن عبد السلام. إنني كتبت عن السلطان، وعن حالنا بطريق الغمز واللمز والإسقاط، وكانت النتيجة فصلي من عملي سنتين في الشارع.

ورغم أن هذه حكاية قديمة عمرها الآن 48 عاما، ولكنها لم تمت وكأنها من 48 دقيقة؟!

والعز بن عبد السلام (1181 ـ 1262 ) هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي. ولقبه سلطان العلماء أو قاضي القضاة.

وكان شجاعا في الحق. وعندما اكتشف أن السلطان قد أسلم مدينة صيدا للفرنجة هاجمه في المسجد الأموي، فاعتقله ثم طرده إلى مصر. وفي مصر تلقوه بالحفاوة الشديدة وجعلوه إماما لمسجد عمرو بن العاص.

ولما وجد أن المماليك عبيد يحكمون الأحرار، قرر بيع العبيد وأن الذين يشترونهم يحررونهم ليحكموا مصر.

وقد تناول توفيق الحكيم هذه القضية، وأفتى سلطان العلماء ببيع السلطان. وباع السلطان. ولكن توفيق الحكيم جعل من يشتري السلطان غانية!

وقد استعرض توفيق الحكيم براعته المسرحية في اللعب بالسلطان والغانية.

وكتبت مقالا وضعت في نهايته هذه العبارة: ركب العز بن عبد السلام حماره.. هو نيابة عن العلماء والحمار نيابة عن الشعب المصري!

وكان جزائي الفصل. ولا أعرف إن كان فصلي دفاعا عن العلماء أو عن الحمار!