تقاسم جائزة نوبل للسلام

TT

بصورة أو بأخرى، سيلاحق منتقدو الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال وجوده في أوسلو لنيل جائزة نوبل للسلام، حتى إن مؤيديه سيستمرون في شكوكهم بشأن إنجازاته إن لم يكن بشأن وعوده.

ويتلقى الرئيس، في الوقت الحالي، النصح بشأن كيفية التصرف خلال تسلم الجائزة، لذا أطرح فكرة قد تخرج هذا البحث عن فلك الالتزام الحزبي التي تعد المسار الرئيسي في أجندتنا الوطنية مهما كانت القضية.

بداية يجب على الرئيس أن يضم وفده شخصيات كبيرة لتصاحبه في الحفل كوزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايكل مولن، ممثلين للدبلوماسية والجيش، الساعين إلى السلام، وكذلك غريغ مورتنسون مؤلف كتاب «ثلاثة أقداح من الشاي»، الذي قضى ثلاث سنوات يعمل في مجال التعليم ومحو الأمية (خصوصا لدى الفتيات) في المناطق الجبلية من باكستان وأفغانستان. وكذلك الممثلون الميدانيون للمنظمات مثل منظمة اللاجئين الدولية، ولجنة الإغاثة الدولية (التي أعمل فيها مشرفا متطوعا)، ومنظمة «كير» ومنظمة «أنقذوا الأطفال» والجمعيات التي تقوم بجهد شاق في العناية بضحايا الحرب. كما يجب أن تكون ميلندا غيتس بين صفوف الوفد، إضافة إلى الجمهوري سام براونباك العضو الجمهوري عن ولاية كنساس الذي دافع دون كلل عن التدخل الأميركي لوقف الإبادة الجماعية في السودان.

قد يفكر الرئيس أوباما في دعوة الرئيس السابق جورج دبليو بوش ويمتدح العمل الذي تم خلال السنوات الماضية بدءا من الرئيس ريغان وانتهاء بالرئيس بوش في إدارة انهيار الاتحاد السوفياتي وإعادة توحيد ألمانيا بصورة مؤثرة.

ومن المؤكد أن الرئيس بيل كلينتون والسفير هولبروك يستحقان الإشادة أيضا على ما قدماه لإنجاز اتفاق دايتون للسلام الذي أوقف المذابح في البوسنة.

وسيكون لدى البيت الأبيض قائمة طويلة من المنظمات والشخصيات المؤثرة للاختيار من بينها، وخلال كلمته يمكن للرئيس أن يذكّر العالم بأنهم يقومون بهذه الجهود منذ وقت طويل، وليس خلال الأشهر التسعة الماضية، وبمقدوره أن يصف نفسه بأنه رمز واضح لتلك الجهود التي تحملوها لإحلال السلام أو مداواة جراح الحرب.

وإذا كان الأمر كما سيق إلينا، بأن لجنة جائزة نوبل للسلام النرويجية قد اختارت تكريم الرئيس أوباما على الجهود الأميركية في صياغة عالم أكثر أمنا، فليس أفضل من أن يرد على ذلك بتقاسم هذه الجائزة المتميزة مع أولئك الذين يقومون بتلك الجهود دون تكريم كافٍ. ربما اسم أوباما على الجائزة، لكن كلمته وتصرفه يمكن أن يكون هدية لأجيال قادمة.

* مراسل خاص والمذيع السابق لبرنامج «نايتلي نيوز»

في قناة «إن بي سي» الأميركية.

*خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»