مسابقة «صنع في الوطن العربي».. الأهداف والرسائل

TT

حلم «صنع في الوطن العربي، بأياد عربية»، يتحول إلى حقيقة واقعة بفضل مسابقة «صنع في الوطن العربي»، التي تعد من أولى البرامج الواعدة على مستوى العالم العربي، التي تهدف بالدرجة الأولى لاستخراج المواهب المبدعة المتميزة في عالمنا العربي، وربط البحث العلمي بعالم الأعمال والصناعة وإحداث تفاعلات بين أبحاث التطوير العربية والواقع الفعلي وخلق أسواق حقيقية لاستثمار نتاج البحوث العلمية ذات القيمة العملية والتطبيقية والتي تلبي احتياجات فعلية وتقدم حلولا واقعية لمشاكل علمية وتكنولوجية في الوطن العربي. ففي خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، تعلن في القاهرة نهائيات مسابقة «صنع في الوطن العربي»، من خلال عرض وتسويق الابتكارات الفائزة التي توصل لها المخترعون العرب لتنفيذها داخل المؤسسات والشركات والوحدات الإنتاجية والصناعية والخدمية. وتعد مسابقة «صنع في الوطن العربي» Made in the Arab World(MIA) وموقعها الإلكتروني (www.mia-astf.net)، إحدى الوسائل المتميزة للتعرف على الأنشطة البحثية في الوطن العربي ودعمها لتنشيط مناخ الاستثمار في البحوث العلمية والتكنولوجية في الوطن العربي، الأمر الذي يساهم في خلق أفكار ومشروعات استثمارية جديدة، وليصبح «صنع في الوطن العربي» واقعا وشعارا للصناعة العربية، خاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا التطبيقية التي تشهد حاليا تنافسا عالميا متزايدا.

وتنظم المسابقة «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا» بالشارقة، اعتمادا على نهائيات المسابقات المحلية التي تنظم في كل بلد عربي تحت اسم الدولة مثل «صنع في مصر»، «صنع في السعودية»، «صنع في فلسطين»، وهكذا، وذلك لتحقيق عدة أهداف تنموية، من بينها التعرف على الأفكار والعقول العربية المتميزة والمبدعة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وربط الجامعات ومراكز البحوث بقطاعي الصناعة والأعمال في عالمنا العربي، وتدريب المشاركين في المسابقة على مهارات الريادة وفرص التمويل والتسويق، وإيجاد وعي بفرص التكنولوجيا المحتملة في عالمنا العربي، وبناء الثقة في قدرة علماء وخبراء التكنولوجيا العرب في حل ومواجهة التحديات التكنولوجية الخاصة بنا.

وجدير بالذكر أن «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا» ومقرها الشارقة، وموقعها الإلكتروني على الإنترنت (www.astf.net)، تأسست في عام 2000، وهي منظمة إقليمية ودولية مستقلة غير ربحية وغير حكومية، ساهم في تأسيسها علماء وباحثون من داخل وخارج الوطن العربي، إضافة إلى ممثلين عن مراكز علمية عربية ودولية، وتهدف المؤسسة إلى التعرف على النشاطات البحثية العلمية البارزة التي يجريها علميون عرب في العلوم والتكنولوجيا في الوطن العربي، وتقديم الدعم لها. وتقوم المؤسسة من خلال برامجها العديدة المتميزة بدور الوسيط بين كل من ينتج ومن يطور ومن يمول ومن يستفيد من البحث العلمي، كما تسعى لأن تصبح مركزا لتقييم الأداء في البرامج العلمية المنفذة، وهيئة عربية ذات نفوذ عالمي في الدفاع عن مصالح الإقليم نحو تحقيق التقدم في المجالات العلمية والتكنولوجية.

وأخيرا، إن مسابقة «صنع في العالم العربي»، تحمل العديد من الرسائل المهمة والمميزة لمدارسنا وجامعاتنا ومراكزنا البحثية والعلمية، تتمثل في أهمية التركيز على توجيه أنشطة البحث والتطوير لإنتاج بحوث إبداعية تخدم مجتمعاتنا العربية وتساهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وأهمية توفير بيئة ومناخ علمي متميز يشجع وينمي الإبداعية لدى طلابنا وباحثينا وعلمائنا العرب، خاصة تشجيع وتنمية «الخيال العلمي» Science Fiction الذي يعرف بـ«أدب الأفكار» Literature of Ideas ، وكذلك رسالة إلى الممولين ورجال الأعمال والمستثمرين العرب لأهمية توفير الدعم والتشجيع المناسب للمواهب والمشاريع الإبداعية العربية، وكذلك رسالة لإعلامنا العربي عموما والعلمي خصوصا لأهمية إبراز وتسليط الأضواء على المشاركين العرب البارزين في هذه المسابقة، ورسالة بخصوص تفعيل التشريعات كافة المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية للمبدعين والمبتكرين العرب، ورسالة عاجلة ومهمة إلى أعداء النجاح لإزالة العقبات ومنح التسهيلات أمام المبدعين والمبتكرين العرب لإتمام مشاريعهم العلمية والحصول على براءات الاختراع لابتكاراتهم، ومن ثم المساهمة في إنتاج وتطوير منتجات جديدة متميزة تحمل شعار «صنع في العالم العربي»، لها قيمة تسويقية، وقادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.

*كاتبة وباحثة مصرية في الشؤون العلمية.