حرب الشوارع!

TT

** رسالة من القارئ صياد محمد عسيري من ابها يقول فيها: لا يخفى عليكم كبر حجم مشكلة المشاكل الا وهي الحوادث المرورية المفجعة والمتزايدة وما لها من نتائج سيئة على الوطن والمجتمع.. وفي الحقيقة هالتني التحقيقات التي قرأتها في الصحف عن الحوادث، فقد تجاوز عددها نصف المليون حادث، وزادني فزعا رقم 62 ألف قتيل هم حصاد الحوادث المرورية خلال عام 2000 في الوطن العربي.. وللأسف ان وطني العزيز له النصيب الاكبر من هذه التركة الثقيلة كما جاء في دراسة قام بها الحرس الوطني بالقطاع الغربي ـ كتيبة الشرطة العسكرية، حيث اورد ان عدد الحوادث في المنطقة الغربية فقط 54326 حادثا نتج عنه دهس 636 شخصا بينهم 140 حالة وفاة وتم علاج 60 في المائة اصابات 30 في المائة منهم خطيرة.. وهذا تقرير موثق تم اعداده ونشره عام 1421هـ.

انني ارى انه آن الاوان لدراسة هذه المشكلة الخطيرة بابعادها وآثارها السيئة ولا بد من النظر بعين يقظة وحازمة لمشكلة الحوادث المرورية، ولا بد من انتهاج سياسة اعلانية لتوعية مستخدمي الطرق بمخاطر عدم الالتزام بالقوانين المرورية ووضع آليات وقوانين جديدة وصارمة، والكل امامها سواء، للتقليل والحد من الحوادث. ولا يخفى عليك استاذي ان اهل المعرفة والاختصاص بأمور السلامة يعللون اسباب كثرة الحوادث بالسرعة وعدم التقيد باشارات وعلامات المرور، وقد قال الحكيم القديم «لا تسرع فالموت أسرع»..

ختاما أرى في هذه المشكلة التي اطلقت عليها عنوان «حرب الشوارع» آن الآوان الآن لتضع هذه الحرب اوزارها، ولن يتحقق هذا الامر الا بدخول وسيط نزيه يعمل على تحقيق هدنة. ولعل سعادة مدير الامن العام يكون خير وسيط، فكم من بيت وأسرة لها فقيد أو اسير على السرير، ومن هنا تقع على هذا الوسيط مسؤولية بناء اجيال مرورية واعية تتحصن بما يجنبها اخطار الحوادث المرورية.

*** وانني مع الاخ الكريم صياد عسيري في كل ما ذهب اليه، وقد نبهت ونبه غيري الى خطورة هذه المأساة التي تتكرر كل يوم.. وسأعاود الحديث عنها كلما سنحت الفرصة!!