عندما تكون المرأة على «حركرك»

TT

جاءني وهو يضحك، فسألته عن سبب ضحكه لكي أشاركه على الأقل في فرحته، وبعد تردد قال لي: أمس كنت واقفا بسيارتي أمام أحد المتاجر أنتظر زوجتي، وإذا بسيدة تفتح الباب على عجل وتجلس على الكرسي بجانبي دون أن تنظر في وجهي، ولأول وهلة لم أستطع أن أنطق من هول المفاجأة، وزادت مفاجأتي عندما شاهدتها ترفع عن ثوبها لتصلح حمالة الجوارب التي يبدو أنها انفرطت، وما إن رفعت رأسها وشاهدت وجهي حتى صرخت وفتحت الباب مهرولة وكادت من شدّة الخوف والكسوف أن تسقط على الأرض، واختفت داخل المتجر.

كل هذا حصل في أقل من دقيقة، وظللت جالسا ومتسمّرا أمام «الدركسيون»، وبعدها انفجرت ضاحكا خصوصا بعد أن شاهدت سيارة تقف خلفي ولونها وموديلها بنفس مواصفات سيارتي، وعرفت ساعتها أن المسكينة قد غلطت والتبس عليها عندما اقتحمت عليّ سيارتي.

وسألته: هل أخبرت زوجتك بما حدث؟!

قال: لا لم أخبرها لأنها على «حركرك».

سألته: يعني إيه حركرك؟!

قال: يعني أنها ما تصدق على الله وتسمع أي شيء، حتى تدبّها معي خناقة.

قلت له: كان الله في عونك، وعون الرجال جميعا ممن ينتمون لفصيلة «البعارين».

ولو أنني كنت مكان ذلك الرجل لنزلت بسرعة، وأغلقت أبواب السيارة على تلك المرأة، وناديت البوليس، فكلّه عندي، إلاّ العفّة (!!).

* * *

استمعت لهذا الحوار الذي دار بين زوج وزوجته، والواقع أنه لم يكن حوارا وإنما هو أشبه «بالملاسنة»، وزاد من حرجي أن ذلك حصل أمامي دون أن يعيروني اهتماما أو يلتفتوا إليّ، وكأنني غير موجود، وذلك حينما قالت الزوجة لزوجها: أعتقد أن الوقت قد حان لأن نزوج ابنتنا.

رد عليها قائلا: دعيها تنتظر حتى يأتي الرجل الصالح إن شاء الله ليطلب يدها.

فصرخت في وجهه: ولماذا ننتظر؟! إنني لم أفعل ذلك عندما تزوجتك.

عندها انتبه الزوج لوجودي، لأنه بدأ يشرشر بالعرق، ويتناول كوبا من الماء ليشربه.

* * *

تأخر افتتاح الكثير من المدارس الابتدائية في أغلب البلاد العربية بسبب إنفلونزا الخنازير، غير أن أصدق تعبير سمعته من أحدهم عندما قال:

الحمد لله أن أبواب المدارس بدأت تفتح من جديد، وسط هتافات ألوف الأمهات المتلهفات على الراحة.