هنية يريد أميركا؟

TT

يبدو أن مولد تقرير غولدستون قد انفض، والدليل تصريحات إسماعيل هنية التي رحب فيها بفتح حوار مباشر مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث قال للصحافيين عقب لقائه وفدا من أطباء أميركيين ومتضامنين أجانب يزورون قطاع غزة، إن الإدارة الأميركية «قادرة على إحداث استقرار في كل المناطق، خاصة في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ولكن إذا تحركت بشكل متوازن.. ولا يوجد حرج لدينا من إجراء حوار مفتوح مع الإدارة الأميركية الحالية»، مؤكدا على وجود جو من التفاؤل إزاء إدارة أوباما!

لذا عندما نقول انفضاض مولد تقرير غولدستون، فإن لدينا كل الحق، خصوصا أن حماس، وتحديدا في قطاع غزة، كانت قد نصبت مشتمة بكل معنى الكلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على خلفية تقرير غولدستون، بل إن المحسوبين على حماس قاموا بحمل جنازة وهمية قالوا إنها لعباس واتهموه بالخيانة، وذهبوا أبعد من ذلك في التطاول على الرجل، فما الذي تغير اليوم حتى يتحدث هنية عن أميركا بلسان ناعم، أو يظهر لهم وجها لطيفا.

لم تعلن أميركا موقفا مؤيدا لتقرير غولدستون يدعم حماس، كما لم تتغير مطالب الرئيس أوباما من الفلسطينيين، والإسرائيليين، فما الجديد، وما الذي دفع حماس، وعلى لسان هنية، للإعلان عن ترحيب الحركة بالحوار مع أميركا والمضي في عملية السلام، بل وتعلن عن تفاؤلها بالإدارة الأميركية الجديدة؟

فعندما قيل سابقا إن حماس غير صادقة في معركة غولدستون، رغم اللوم الذي وجهناه يومها للسلطة، وأبو مازن تحديدا، على سوء إدارة ذلك الملف، قامت الدنيا ولم تقعد، واليوم لا نعلم ما هو موقف من تحمسوا لحماس، عن حق أو باطل. فحركة حماس ألغت المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، التي كانت مقررة في القاهرة، بحجة تقرير غولدستون، بل إنها جيشت مشاعر المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، من فلسطين والعالم العربي ضد السلطة الفلسطينية، وتحديدا عباس، واليوم يقول إسماعيل هنية إنه يرحب بحوار مع واشنطن!

وعليه فإن كل ما تريده حماس، من خلال تصريحات هنية، هو الهروب من مأزق الانتخابات التي دعا لها محمود عباس من خلال فتح باب مع واشنطن على أمل أن تقوم إدارة أوباما بالضغط على الرئيس الفلسطيني من أجل تأجيل الانتخابات طالما أن حماس تريد التحاور حول عملية السلام، وبالتالي تتفادى المأزق الذي وضعها فيه عباس، كما أن حماس تريد اكتساب الاعتراف الأميركي بها.

وهذه لعبة مكشوفة، ومفضوحة، كما أنها ليست جديدة، فمن الواضح أن حماس وقيادييها، أتقنوا لعبة التقية السياسية، وهنا يجب أن لا ننسى تصريحات خالد مشعل لصحيفة «نيويورك تايمز»، قبل أشهر، وغيرها من تصريحات ومقالات للمستشارين المحسوبين على حماس، التي لا تكترث كثيرا بمعاناة أهل غزة، أو العمل على حماية القضية الفلسطينية بقدر ما إنها حريصة فقط على تدعيم سلطتها، وحكمها في غزة.

هذه هي كل الحكاية ببساطة، ودعونا نرى!

[email protected]