أهازيج الحرب والقتال

TT

كما ذكرت في مقالتي السابقة، يركز الغربيون في أناشيدهم القتالية على ذكرى الحبيبة والمرأة عموما، وهو طبعا ما تميزت به تقاليد الفروسية وأغاني التروبادور: الفارس الذي يقاتل من أجل امرأة. لم أعثر في أدبنا العربي على ما يناظر ذلك. أناشيد الحرب وما نسميه في العراق بهوسات (أهازيج) القتال عندنا تؤكد على ذكر الله والجنة والشهادة. تشكل صيحة «الله أكبر» العمود الفقري لجل أهازيج المسلمين في كل مكان يحاربون فيه. وكذا شاع نشيد «الله أكبر» الذي طالما سمعناه يتردد من إذاعة القاهرة في أثناء حرب يونيو

قولوا معي..

الله..

الله

الله أكبر عالمعتدي

وكما نتوقع شاعت بين المجاهدين الفلسطينيين الكثير من أهازيج القتال التي تحث على الأقدام والفداء والجود بالنفس، كهذه الأهزوجة:

حين يصيح البروقي *** ما في عوقي

كلاشنكوفي سابقني *** يطير من شوقي

لو ميت دبابة قدامي *** لو ميت طيارة من فوقي

أجعل سلاح من صدري وأحمي رفيقي

وفي أهزوجة أخرى، يحث المنشد على التطوع للجهاد:

خيي يا فدائي *** طوّعني معاك

ونردك يا أرضنا *** يا الروحي فداك

وعلى نقيض المقاتل الأوروبي الذي يتغنى بحبيبته، نجد المجاهد الفلسطيني لا يتذكر غير أمه التي ربته وأعدته لمثل هذا اليوم، فيخاطبها منشدا:

ناقش اسمك يا يمّه *** على كعب البارودي (البندقية)

وان خلص مني رصاصي *** لضرب بقبضة إيدي

وفي أهزوجة أخرى يخاطب الفلسطيني الطيور المحلقة في الهواء، وهو أسلوب طالما اعتمده الشعراء للتعبير عن عواطفهم فيقول:

يا طير ياللي طاير

رفرف عالبرج العالي

سلم لي عالفدائي

وقلوا ع بلادك تالي

والبرج العالي إشارة لأبراج السجون الإسرائيلية التي يربض تحتها ألوف الفدائيين الفلسطينيين.