لكيلا تخفض جناحها في ساحة المنافسة

TT

تختلف الخطوط السعودية عن غيرها من خطوط الطيران حول العالم، فهي ليست شركة تجارية بحتة كغيرها من شركات الطيران الأخرى، إذ لها التزاماتها ومسؤولياتها الاجتماعية في ما يتصل بالرحلات الداخلية التي تستنزف الكثير من دخلها كل يوم في بلد مترامي الأطراف، فأسعار الرحلات الداخلية ظلت على حالها منذ سنوات، ولا سبيل إلى إعادة تقييم الأسعار ـ على نحو سريع ـ في ظل المسؤولية الاجتماعية، ولذا من الصعب إدخال الخطوط السعودية في مقارنات مع شركات طيران مجاورة تنحصر مسؤولياتها فقط في مجال الرحلات الدولية.

وتوجب الريادة ـ في المنطقة ـ على الخطوط السعودية أن تتجاوز ظرفها الداخلي لتحافظ على موقعها في مجال الرحلات الدولية، وما يحكمها من منافسات، عبر تجديد وتحديث أسطولها الجوي الذي واجه مأزقا يتمثل في ازدحام طوابير المشترين في ظل ارتفاع الطلب ومحدودية العرض، وكلفها ذلك الكثير، وكان مدير عام الخطوط السعودية، المهندس خالد الملحم حكيما، وهو يلوذ بالصمت لفترة طويلة، لأنه لم يرد أن يفتقر حضوره الإعلامي إلى منتج حقيقي ومتطور يرتكز إليه، ولذا نجده يخرج من صمته إلى ساحة الإعلام في الوقت المناسب، حينما بدأت قوافل الطائرات الحديثة تنضم تباعا إلى أسطوله، ليقف سعيدا أمام كوكبة الكتّاب والإعلاميين مساء الأربعاء الماضي في مدينة «تولوز» الفرنسية في حفل تسلم طائرتين جديدتين من طراز «إيرباص 230»، تمثلان طلائع الأسطول الجديد المكون من 70 طائرة، معلنا أن الخطوط السعودية ماضية في تحديث أسطولها بأحدث ما تنتجه مصانع الطائرات في العالم، وكلامه يعكس مسؤولية الريادة والتزاماتها لخطوط طيران هي الأقدم، والأكثر خبرة وانتشارا على مستوى المنطقة.

وحسنا فعلت العلاقات العامة بالخطوط السعودية برئاسة عبد الله الأجهر، حينما وجهت الدعوة لمجموعة من الكتّاب والإعلاميين ليكونوا أولى المجموعات التي تستقل هذا النوع من الطائرات الذي انضم إلى أسطول خطوط بلادهم، وليصبحوا شهودا على تسارع إيقاعات التطوير التي تشهدها المؤسسة في الفترة الأخيرة بعد سنوات طويلة من الكمون.

وإذا كانت خطوط الطيران في الدول النامية تتوزع بين فلسفتين، أن تكون رمزا من رموز الدولة التي تحمل شعارها بعيدا عن هاجس الربح والخسارة، أو أن تكون شركة تجارية بحتة تحكمها معايير السوق، فإن الخطوط السعودية حسنا فعلت، وهي تحاول المزج بنجاح بين الفلسفتين، فهي تحافظ على حضورها على المستوى الدولي كراية من رايات هذا الوطن الجميل، في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة التأسيس لكيان اقتصادي قادر على التعامل بواقعية مع متطلبات السوق.

ولخطوطنا الوطنية أمنيات باستمرار التجدد والتطور والتميز.

[email protected]