أبو مازن.. دعوه يستقيل

TT

أمطرت سماء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتصالات والخطابات تتمنى عليه أن يعدل عن قراره بعدم خوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في شهر يناير المقبل. ومع أنني من أكثر من دافع ويدافع عن قيمة أبو مازن كرئيس، في وقت انقسم العرب حوله إلى فريقين، شامت وصامت بعد انشقاق حماس عليه، وفريق تجاهله لأنه رئيس محترم في تعاملاته وخطابه ولغته.. رغم هذا إلا أنني أعتقد أنه حان الوقت ليغادر الرئاسة طالما أن الوضع لن يتغير.

وعلى الجميع أن يبتعدوا عن التدخل في شأنه، وشأن اختيار الرئيس الفلسطيني المقبل، سواء أراد أبو مازن أن يخوض الانتخابات أم لا، والأفضل للجميع أن يقرر الفلسطينيون من يريدون.

وعندما ناشد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الرئيس أبو مازن أن يعدل عن قراره، ويبقى رئيسا، أي يخوض الانتخابات في يناير ببطاقة فتح، فإنه يدرك أن خروج الرجل يعني أن فراغا قياديا سينشأ وسيخلفه تصارع قيادات فتح على أن تحل مكانه، وربما يأتي قائد فلسطيني آخر سيجعل مواجهة حماس مشروعه الأول. شعور مسؤول من الأمين العام، وبقية المنحازين لأبو مازن، لكن لا اعتقد أن على أبو مازن أن يقبل. الأفضل أن يخرج من الرئاسة، كما قرر ذلك وأعلنه على الملأ، لسببين رئيسيين؛ الأول مصداقية الوعود، فهو وعد وعليه أن يفي ويمنح الفرصة لفلسطيني آخر أن يكون رئيسا. وتعهده بالخروج ضرورة ان كان مزاج تلك اللحظة، أو جزء من مناورة سياسية، وهو الذي أنكرها بشكل واضح وصريح أنه لا يناور أو يساوم. والسبب الثاني، الذي أعتقد أنه السبب الذي دفعه للخروج من الرئاسة، هو التخاذل العربي الواضح تجاهه وتجاه السلطة الفلسطينية. فمعظم المساعدات التي يتلقاها اليوم الشعب الفلسطيني وتلك التي تصل إلى السلطة الفلسطينية هي من الأوروبيين والأميركيين، والقليل ما يأتي من الجانب العربي. إضافة إلى أن السلطة الفلسطينية، وفتح ضمنها، تمثل فعلا الغالب الساحق من الشعب الفلسطيني، ومع هذا تريد الحكومات العربية أن تقزمها، وفوق هذا تريد أن تفرض عليها مصالحة حماس بشروط غير معقولة، خاصة أننا نعرف جيدا أن حماس لا تملك قرارها، وليست إلا عصا تستخدم في لعبة إقليمية بكل أسف. فإذا كان العرب جادين في رغبتهم باستمرار حكم أبو مازن الرجل المعتدل والملتزم وطنيا وعروبيا وإنسانيا، كرئيس للشعب الفلسطيني، فإن عليهم أن يدعموه بشكل واضح قبل أن يتورط من جديد في رئاسة فلسطين وقت المفاوضات. ليس من صالح أبو مازن أن يكون رئيسا ضعيفا، كما هو اليوم بسبب حماس والعرب الآخرين، لأن رئاسته المقبلة ستواجه استحقاقات مفاوضات الحل النهائي، وإعلان دولة فلسطين، فإما أن يكون رئيسا معتبرا ومحترما أو لا يكون.

[email protected]