لعيون الوطن تصنع البطولات

TT

بعد أن تم تحرير الكويت تلقيت دعوة صحافية مع وفد إعلامي لزيارة إحدى القواعد العسكرية في السعودية، والالتقاء بجنودنا الأشاوس، ولأن من سماتنا النفسية كمجتمع تجنب الحديث عن الذات، فإن كل ما سمعناه من القادة والجنود الذين شاركوا في حرب التحرير انصب حول المشاركة الفاعلة التي قام بها الجيش السعودي في تحرير الكويت، استجابة لتوجيهات القيادة لنصرة الحق، ورفع الظلم عن الأشقاء، وكان الجميع يتهرب من الحديث عن الأدوار البطولية الخاصة التي لعبها، وما أكثر تلك الأدوار، ورغم يقيني بأن الجميع يتقاسم البطولة عن استحقاق، إلا أن الظروف تضع البعض في مواقف تنتج عنها أفعال خارقة، تستحق أن تروى، وأن تعرف عنها الأجيال، لأنها ستشكل إضافة إلى منظومة عوامل الفخر الكثيرة بالوطن الذي أنبت أمثال هؤلاء، وبالقيادة التي رعتهم وعلمتهم، وبالأفراد الشجعان الذين صنعوا تلك البطولات.

وبالأمس نشرت صحيفة «الرياض» خبرا قليل السطور، كثير المعاني عن الضابط السعودي المقدم مظلي سعيد بن محمد العمري، الذي استطاع أن يتغلب على خاطفيه، وتحرير نفسه، ولم يكتف من البطولة بالإياب، فهو لم يعد إلا بعد أن ظفر بوثائق مهمة، وخرائط عسكرية سرية تابعة للعناصر الحوثية المعتدية، فلمثل هذا الضابط الشجاع وزملائه نقف احتراما، وإكبارا، واعتزازا، وليس ثمة شك في أن بطولته واحدة من منظومة بطولات صنعها الجنود السعوديون في جبل دخان، وجبال العارضة، والدائري الشرقي لقرية الخوبة، وغيرها من الأماكن، وهم يدافعون عن حدود بلادنا في وجه الحوثيين، وتمكنهم من إعادة الأمور إلى ما كانت عليه.

لقد قالها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، إن السعودية «قوية وقادرة على ردع كل معتدٍ، ودحره، ورد كيده في نحره»، فالسعودية تعرف جيداً إمكاناتها، وتدرك حجم قوتها، ويعلم الجميع أن هذه القوة وتلك الإمكانات لها خط أحمر واحد ـ كما قال مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، الأمير خالد بن سلطان ـ «هو السيادة»، وهذا ما تورط الحوثيون في عدم تقديره جيداً، فقاموا بمغامرتهم الطائشة، وها هم يدفعون أثمانها الباهظة.

[email protected]