نضال حسن.. أميركي أم مسلم؟

TT

كيف يمكن الموازنة بين الحرية الفردية والتنوع الثقافي والعرقي؟

إنها معضلة يتضاعف إلحاحها حين تقع حوادث من نوع ما أقدم عليه الضابط الأميركي من أصل فلسطيني نضال حسن الذي أطلق النار وأردى جنودا زملاء له في قاعدة عسكرية في تكساس الأسبوع الماضي.

هناك أكثر من عمق تحكّم في آلية انتشار خبر حادثة فورت هود التي استقطبت تغطية إعلامية ومتابعة مواقع إلكترونية ومدونات أميركية وعربية كثيفة مالت إلى متابعة الحادثة والتعليق عليها في كثير من المدونات.

تمّ ربط حسن بتنظيم القاعدة، كما قيل عنه إنه متحول إلى الإسلام وإنه عضو في خلية إرهابية نائمة..

كل ما سبق كان غير صحيح..

الانقسام في الآراء والتغطيات والتعليقات غلبه الهجوم على الإسلام والمسلمين، وهو ما يدرج عادة في خانة الوطنية الهستيرية التي سادت المجتمع الأميركي والغرب عموما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) والتي مالت بمجملها إلى تثمين الأمن على حساب التنوع.

أما اليساريون أو القريبون منهم فقد ثاروا على مؤسسات إعلامية وصحف وتعليقات لإثارتها الخلفية العرقية والدينية لنضال حسن لدى عرض الحادثة وتحليل أسبابها.

هل لخلفية نضال حسن الثقافية والعرقية علاقة بما أقدم عليه؟

قد لا تكون الإجابة حاسمة، لكن الجزم في هذا يحتاج إلى مزيد من الوقائع وليس التحليلات والفرضيات التي تطغى حتى اليوم على مقاربة هذه الحادثة.

ما أقدم عليه حسن يأتي أيضا ضمن سلسلة العنف الأميركي من حوادث إطلاق النار عشوائيا والقتل الجماعي التي تتكرر في أكثر من مناسبة في الولايات المتحدة.

قبل عامين وحين أقدم (سونغ هوي تشو) الطالب الأميركي من أصل كوري في جامعة فيرجينيا على قتل 32 من زملائه عشوائيا أثير أيضا عامل جذوره الآسيوية في الإعلام.

الحقيقة هي أن هناك ما يجمع بين (نضال حسن) و(سونغ هوي تشو) والأميركي (تيموثي ماكفاي) الذي نفذ تفجيرات أوكلاهوما..

جميعهم أميركيون، وأميركيتهم ليست بأقل تأثيرا من آسيوية (تشو) أو إسلامية (نضال حسن)..

أول ما انتبه إليه الإعلام في الحادثة هو أن حسن من أصول عربية مسلمة. لكن لم ينتبه أحد إلى معنى أن يولد حسن في أميركا وأن يعيش فيها، إذ أن ثمة فارقا هنا وهو فارق جوهري بين مسلم أميركي وآخر غير أميركي. ففعلة حسن في وجه من وجوهها تشير إلى نوع من العنف الأميركي، لكنها من جهة أخرى من السهل إدراجها في سياق عنف أقدم عليه مسلمون في أكثر من مكان في العالم. مركبا الهوية يقفان خلف فعلة حسن وعلى من يحيل الفعلة إلى الثقافة الأميركية فقط أن ينتبه إلى قرائن كثيرة استحضرت تفيد بارتباطها بهويته الأولى، لكن الأكيد والقاطع هو أن الرجل أميركي تماما بقدر ما كان تيموثي ماكفاي أميركيا..

diana@ asharqalawsat.com