عندما يكون المشمش في النصر!

TT

وسيلة التواصل الأكثر نموا والأشد انتشارا هي الرسائل الهاتفية القصيرة المعروفة باسم SMS، والتي بلغ حجم تداولها في اليوم الواحد أكثر من أربعة بلايين رسالة، وكانت التسعة أشهر الأولى من عام 2009 الحالي شهدت أكثر من 790 بليون رسالة، وهو رقم مذهل كأقل وصف وتقدير، ولكنه دليل واضح على أهمية هذه الوسيلة وثبات اعتماديتها حول العالم. وهناك وسائل مختلفة لاستخدام هذه الرسائل والاستفادة منها، فمنها ما يستخدم للترويج للسلع والخدمات بشكل تجاري، ومنها ما هو للتواصل عبر وسيط آخر كالتلفزيون أو الإنترنت ما بين تحيات وسلام وإبداء رأي أو مشاركة في بحوث واستفتاءات.

وهناك طبعا الجانب المعلوماتي الإخباري الذي يوصل أحدث الأنباء والأرقام والبيانات ذات الطابع السياسي أو الرياضي أو الاقتصادي أو الفني، وطبعا لا يمكن إغفال الطرائف والنكات الأدبية والأذكار والتهاني والتبريكات التي باتت جزءا أساسيا من حجم التداولات الهائل للرسائل القصيرة، ولكن هل ممكن أن تكون هذه الرسائل بمثابة الطبيب النفسي أو المرشد الاجتماعي أو المحفز والمساند في الأزمات الكبرى؟ سؤال مهم، وبالإجابة عنه، أو محاولة الإجابة عنه، قد نتمكن من معرفة موقع التقنية الحديثة وتطورها في حياتنا اليومية بمختلف الأشكال والأنواع. لجأت مجموعة من الأصدقاء والأقارب، ممن يواجهون أزمة هائلة، إلى وسيلة غير تقليدية لشد أزر بعضهم البعض وحث أنفسهم على التفكير بالشكل الإيجابي وهزيمة أي أثر سلبي يمكن أن يتسرب للنفوس أو يضر العزيمة فتخرج رسائل تبشر بصباح من «الموز مغمس بالنصر» أو «صباح اليقين والنصر المبين» وهكذا: الإنسان بحاجة ماسة للأمل سواء جاء ذلك عن طريق أستاذ في المدرسة أو في البيت أو شيخ في مسجد أو صفحة في كتاب أو رسالة في جوال. القناعة التي تتولد وتثبت تدريجيا عن أهمية الرسالة والمضمون والمعنى حتى تتحول لشيء لا يمكن تحريكه أو المساس به هي دليل قطعي على الضعف الذي يولد القوة وأن الحاجة هي أم الاختراع بالفعل.

عندما خرج كتاب «السر» «THE SECRET» تحول إلى ظاهرة مهولة في المبيعات، وتدريجيا أصبح نمطا للحياة وأسلوبا للعيش والمعنى المنشود وأن الإنسان لديه القدرة على تخيل حياته وغده والإقدام على تحقيقه، فأنت نتيجة ما تتخيل، وكما يقول الحديث القدسي «أنا عند ظن عبدي بي» والحديث الشريف للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حينما قال: «تفاءلوا بالخير تجدوه».. بنياتكم ترزقون. سؤال أزلي وتاريخي حير الإنسان ويتعلق بقدرته على تغيير نفسه وأجوائه والكيفية التي تتم بها. ولم يكن القائد الهندي الكبير غاندي على خطأ حين قال: «الإنسان يجب أن يكون التغيير الذي ينشده» ويبقى التحدي الأكبر هو كيفية تحويل هذه القناعة النظرية إلى واقع عملي ممارس ومطبق بشكل دائم ومتواصل، ليس فيه كلل ولا شك ولا انقطاع. الخير يسود والأمل لا ينقطع مهما «اسودت» المسائل وتعقدت الأمور. تعلقوا بخيوط الممكن واقتنعوا حتى ولو كان ذلك برسالة جوال!

[email protected]