ما هذه الوقاحة؟!

TT

قرأت حوارا دار بين سيدتين فقالت الأولى للثانية:

ـ من العجيب يا عزيزتي أن رجلا قال لي اليوم إنني أشبهك تماما كما لو كنت أختك.

ـ قولي لي من هو هذا الحيوان كي أذهب إليه وأصفعه!

ـ لا تتعبي نفسك يا عزيزتي. فقد سبقتك إلى هذا!

ولو أنني كنت حاضرا لهذا الحوار، لصفعت كل واحدة منهما صفعة واحدة على مؤخرة رأسها.

* * *

وأيضا قرأت لقاء مع أحد رجال البوليس الإنجليز يحكي فيه عن بعض الغرائب والمفارقات التي واجهها في حياته العملية، فذكر الكثير، غير أن ما استرعى انتباهي هو ثلاث وقائع، وكلها تدل على ما وصل إليه القوم هناك.

الأولى، قال فيها: إنني شاهدت رجلا يحتضن امرأة لا يعرفها في حديقة عامة ويقبّلها عنوة ثم اختفى، وتقدمت لها لكي أطمئن عليها، فقالت لي: حصل خير، إنه لم يكلمني ولم يؤذِني، وإنني غير غاضبة عليه، ولكنني متعجبة لماذا اختفى بهذه السرعة؟!

والحادثة الثانية حصلت قبل سنوات في نفس الحديقة في شهر أغسطس، عندما كنت في دوريتي المعتادة، وإذا بي أشاهد رجلا يسير بكل ثقة وكان عاريا نهائيا، ويرتدي فقط حذاء عالي الرقبة، وعندما أوقفته لأوقع عليه العقوبة، وسألته عن الذي دفعه لفعل ذلك التصرف الشائن، تفاجأت به يقول لي بكل بساطة وهو يبتسم: لقد كان الطقس لطيفا (!!).

والحادثة الثالثة حصلت عندما اتصلت سيدة في الصباح الباكر تستنجد بنا، وقالت وهي مذعورة: لقد أفقت من النوم وصحت بأعلى صوتي عندما شاهدت رجلا ينام في السرير بيني وبين زوجي، وقفز الرجل من السرير وخرج من الغرفة، وعندما وصلنا إلى المنزل وجدناها بملابس النوم ترتعد من الخوف، وسألناها عن زوجها فقالت: إنه كان من أول الهاربين.

وبعد البحث عنه وجدناه واقفا في آخر الشارع ينظر برعب إلى باب المنزل من بعيد، وكانت حجته أنه واقف هناك لأنه غير مطمئنّ إلى أن الرجل الذي نام بينه وبين زوجته لم يغادر المنزل بعد، ولم يدخل إلاّ بعد أن أكدنا له أنه غير موجود، وكانت جملته الوحيدة هي: شكرا والحمد لله.

* * *

رفضت محطة «سي بي إس» التلفزيونية إعلانا فاجرا عن بنطلون من الجينز، تدّعي الشركة المعلنة عن مزاياه: أنه يوفر إحساسا مريحا للمرأة وأكثر.

الواقع أنني عندما قرأت هذا الخبر ضربت كفا على كف، وقلت بيني وبين نفسي: أإلى هذه الدرجة وصلت الوقاحة بالمعلنين ومصممي الألبسة؟! ومن حسن الحظ أنهم لم يرفقوا مع الخبر صورة لذلك البنطلون.