الكلام «العريان»!

TT

نشرت صحيفة «كيهان» وموقع العالم، الإيرانيان، تصريحات لقيادي الإخوان المسلمين عصام العريان يرد فيها على مقالي «إخوان إيران» (9 نوفمبر 2009) الذي انتقدت فيه «نداء» مرشد الإخوان الذي وجهه للسعودية ومليكها، حيث قال العريان إن «هناك إعلاماً سعودياً علمانياً يقدم مصالح أميركا وأحياناً مصالح أعداء الأمة على المصالح العربية والإسلامية، بل والسعودية أيضاً»، مضيفاً أن «كل ناصح للسعودية يريد لها الخير يتمنى أن لا تتدخل في نزاعات من شأنها إراقة الدماء». وقال العريان إن «الإعلام العلماني» لم يجرؤ على انتقاد أميركا لعدم تأييدها للسعودية في حق الدفاع عن النفس أمام اعتداءات الحوثيين، إلى أن قال «اتهامنا بأننا نمثل مصالح إيران في المنطقة هذا سخف ما بعده سخف، نحن لا نمثل إيران ولا غيرها، نحن نمثل ما نقتنع به من عقيدة الإسلام وشريعته».

ورداً على ما سبق نقول من الواضح أن العريان استعجل بالنسبة لموقف واشنطن، حيث أن الخارجية الأميركية صرحت قبل أيام، ولصحيفتنا، بأن للسعوديين الحق في الدفاع عن أنفسهم، لكن الأهم هنا هو السؤال التالي: ما رد العريان على البيان الذي أصدره الإخوان المسلمون في سوريا مناصرة للسعودية، وما سموه المخطط الحوثي «الأثيم»؟ حيث يقول إخوان سوريا في بيانهم إن من يتابع ما يجري «من العراق إلى الشام إلى لبنان إلى اليمن يدرك بوضوح أن ما يجري على أرض اليمن ليس حلقة في فلاة بل هو جزء من مخطط مرسوم غايته دق المسامير الديموغرافية والسياسية في بنية المجتمعات العربية والإسلامية بغية تمزيقها وإثارة القلاقل فيها والتحكم بإنسانها وقرارها»، مضيفين أنه «حين تزحف فلول مجموعات الحوثي في هذه الأيام إلى أراضي المملكة العربية السعودية إنما تكشف عن النيات المبيتة للقائمين على هذا المشروع الأثيم الذي هو في حقيقته ليس مشروع دفاع عن وجود أو مطالبة بحقوق، بل هو مشروع بناء لكيان مزروع ليؤدي دوراً استراتيجياً في زيادة حجم الفرقة والانقسام في قلب بلاد العرب والمسلمين».

ويقول إخوان سوريا «إن الأمة بغنى عن معاركهم الصغيرة التي لن يستفيد منها إلا الأعداء المتربصون من قوى الاستكبار العالمي والصهيوني وأنهم لن يجنوا منها هم وحلفاؤهم إلا المزيد من الكراهية والخسار».

حسنا.. هل هذا بيان صادر من «الإعلام العلماني»؟ وهل بيان إخوان سوريا يخدم أميركا وإسرائيل؟ بل هل يختلف البيان عما قلناه، ونقوله؟ والغريب هنا أن العريان يصرح لقناة العالم الإيرانية متضامناً معها بعد إيقافها من البث بقمري عرب سات ونايل سات، ومبرراً ذلك بأن المحطة الإيرانية تدعم المقاومة، وما نراه صبح مساء هو أن المحطة الإيرانية تدعم الحوثيين، فهل يقصد العريان أن الحوثيين مقاومة؟ وإذا كانوا مقاومة فضد من، اليمن أم السعودية؟ وليت العريان يتفضل ويبين لنا إن كان مرشدهم، أو هو نفسه، قد أصدر بياناً ضد ما يفعله الحوثيون في اليمن، وليس السعودية؟

ولذا نقول: نعم أنتم إخوان إيران، ودفاعكم كلام «عريان»!

[email protected]