لسابع مرة: العقاد!

TT

ساءلت نفسي هل أتوقف عن التردد على صالون العقاد لأنه شتم كل أساتذتنا ونسف كل ما نعتقده.. ثم أستاذنا الجليل الشاب الرائع عبد الرحمن بدوي يقول عليه: حمار!

وهل هذا حكم؟ الرجل الذي وسع علمه الفلسفة الإغريقية والعصور الوسطى والحديثة والمنطق القديم والمنطق الرياضي والمنطق الوصفي والفلسفة الوضعية التي بشر بها د. زكي نجيب محمود..

في يوم قال لي د. زكي نجيب محمود إن اثنين من أخلص تلامذة العقاد لم يكتب مقدمة لأي كتاب من كتبهم: أنا وأنت!

فعلا الذي كتب مقدمة كتابي «حول العالم في 200 يوم» طه حسين وليس العقاد..

وعبد الرحمن بدوي حمار، هذا العالم الجليل الذي يغار ويحقد عليه كل الأساتذة. ويوم ناقش طه حسين رسالة الدكتوراه لعبد الرحمن بدوي حمله الحاضرون على الأعناق. وهو ما لم يحدث من قبل. ثم إن مناقشة عبد الرحمن بدوي كانت من طه حسين والشيخ مصطفى عبد الرازق ود. علي عبد الواحد وافي والمستشرق الألماني باول كراوس. والموضوع ليس مفهوما إلا لبعض المتخصصين. وقد ضايقه في المناقشة د. علي عبد الواحد الذي لا يطيقه أصلا. وكاد الطلبة يفسدون كل شيء.. بأن يتحرشوا بالدكتور وافي.

يا ترى هل سقراط حمار؟ وهل الفلاسفة، هيجل وكانت وماركس، وهم أعظم العقول التي خلقها الله، يا ترى حمير أيضا؟ والموسيقار عبد الوهاب حمار؟ وضرب لنا مثلا بأغنية «يا عزيز عيني وأنا بدي أروّح بلدي».. ببطء فهي أغنية حزينة وغناها الأستاذ، وبسرعة تم غناها فهي أغنية وطنية.. وقال هذا هو محمد عبد الوهاب.. يا خبر أسود حتى عبد الوهاب – يا أستاذ!

وكان ولا يزال أملي أن تكون عبارتي سهلة سلسة مثل ألحان عبد الوهاب وهو ينتقل من طبقة إلى طبقة في براعة لا نظير لها. يوم توهمت أنني مطرب لم يكن إعجابي بالصوت فقط، ولكن بالأسلوب. وإعجابي ليس بأسلوب العقاد وإنما بفكره. فأسلوبه خشن وأسلوب طه حسين سهل. وإذا كان أسلوب العقاد من حديد فأسلوب طه حسين من حرير..