ساحر.. بين جبلي دخان والدود!

TT

رجل في هيئة غريبة، بأظافر طويلة، وشعر كث، ربطه بطريقة عجيبة، يتسلل بين جبلي دخان والدود، حاملا طلاسم وأوراقا تحوي رموزا سحرية، وبقايا حيوانات، ينوي زراعتها في أرض المعركة، زاعما حينما تم القبض عليه ـ بحسب صحيفة عكاظ ـ بأنها ستساعد الحوثيين في مواجهة الجيش السعودي!

ويندرج أسلوب الدجل هذا في سياقات التغرير بالسذج من أتباع الحوثية، وإيهامهم بإمكانية النصر، ومساندة بعض القوى الخفية، وتلك لعبة من ألعاب تلك الزعامة الشيطانية للسيطرة على أتباعها، وإحكام قبضتها عليهم، فالقيادة الحوثية لا تتردد في اللعب بكامل أوراق خداعها، فتلعب مع كل شريحة من أتباعها اللعبة المناسبة لها.

وفي اعترافات بعض قادة الحوثيين الميدانيين الذين اختلفوا مع الحركة، أو استسلموا للقوات اليمنية ما يؤكد أن الحوثية تنظيم له أجندته التي اشتغل عليها على مدى سنوات، وأن التنظيم من الصعب اختزاله في إطار مذهبي، فهو تنظيم إرهابي، عسكري بامتياز، غايته السلطة والحكم، وله أساليبه المكيافيلية التي تبرر إمكانات تحالفه مع القاعدة أو الانفصاليين في الجنوب أو أية أطراف أخرى تتقاطع مصالحه معها، وهذا يفسر وجود عناصر إثيوبية، وصومالية، وأفغانية ضمن المقبوض عليهم أمس الأول على الحدود السعودية، فمظلة الحوثية تتسع لأن يندرج في ظلالها قراصنة، وإرهابيون، وخارجون على القانون.

والمتتبع للقيادة الحوثية منذ مرحلة ما قبل إعلان تنظيمها، وحتى حربها الأخيرة، يدرك أنها حركة لعبت مع كل الأضداد، في تحالفات مرحلية متغيرة، بدلت خلالها ولاءاتها أكثر من مرة، متأرجحة ذات اليمين وذات الشمال، من التجاذب مع الحزب الاشتراكي في بداية الوحدة اليمنية إلى التقارب مع حزب المؤتمر الشعبي في مرحلة لاحقة، ومن الانخراط في حزب الحق الإسلامي إلى الانقلاب عليه، فهي تجيد استغلال الفرص، وابتزاز كل الأطراف، كما تجيد صرف طاقات الكتّاب والباحثين في الانشغال بماهيتها المذهبية بدلا من التركيز على خططها الخفية لاختطاف السلطة، والانفراد باليمن.

الحوثية اليوم ـ بحسب اعترافات بعض رجالها ـ تمتلك معامل وخبرات علمية لتجميع وتركيب الأسلحة المتطورة التي تصلها عبر التهريب المستمر، ولا تخفي طموحاتها في امتلاك مطلة على البحر في المناطق القريبة من مناطق نفوذها، فالحوثية هي بكل المعايير مشروع انتهازي يستهدف الانقضاض على الدولة اليمنية وابتلاعها، وما كان لكرة الحوثية هذه أن تتضخم لتصل إلى هذا الحد لو أن الحكومة اليمنية تعاملت معها منذ البدء بمنطق الدولة تجاه حركة خارجة على القانون، فالاكتفاء بأنصاف الحلول في كل مرة جعل هذه الحرب تحمل عنوان «الحرب السادسة»!

فهل ستكون الأخيرة؟

[email protected]