قبل مؤتمر كوبنهاغن للمناخ: مؤتمر «المنتدى العربي للبيئة والتنمية»

TT

التغير المناخي، ظاهرة عالمية وكارثية تلقي بآثارها على الجميع بلا استثناء، وفي الفترة من 19 إلى 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري يعقد «المنتدى العربي للبيئة والتنمية» في بيروت مؤتمرا في غاية الأهمية عن ظاهرة التغير المناخي، وآثاره على المنطقة العربية، والذي يكتسب أهميته من انعقاده قبل أسابيع قليلة من انعقاد مؤتمر «كوبنهاغن» الدولي في الدانمارك، في الفترة من 7 إلى 18 ديسمبر ( كانون الأول) المقبل حول تغير المناخ، بهدف التوصل إلى معاهدة دولية جديدة للمناخ تحل محل بروتوكول «كيوتو» عام 1997 والذي ينتهي مفعوله في عام 2012.

ويعقد مؤتمر «المنتدى العربي للبيئة والتنمية» برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، ويشارك فيه عدد كبير من كبار المسؤولين والخبراء والباحثين العرب والأجانب في مجالات البيئة والتنمية، من بينهم وزراء طاقة وبيئة ورؤساء وفود ومنظمات عربية ودولية، ويشهد المؤتمر حدثين مهمين، هما إطلاق التقرير الذي أعده المنتدى حول آثار التغير المناخي على الدول العربية، والذي يعد أول دراسة شاملة ومستقلة مبنية على الدلائل العلمية ونتائج أحدث الأبحاث التي أجري كثير منها خصيصا لهذا التقرير، كما يشهد المؤتمر الإعلان عن نتائج استطلاع الرأي العام العربي حول التغير المناخي والذي أجري لأول مرة في 19 دولة عربية. ومن بين محتويات التقرير دراسات مفصلة عن آثار تغير المناخ على المنطقة العربية في مجالات الزراعة والغذاء والمياه والتنوع الحيوي والبنى التحتية والعمران والسياحة والصحة، وكذلك صور فضائية بالغة الدقة أعدها خصيصا للتقرير «مركز علوم وأبحاث الفضاء» بجامعة بوسطن الأمريكية، وبإشراف مدير المركز عالم الجيولوجيا والفضاء المصري العالمي الدكتور فاروق الباز، والتي تظهر للمرة الأولى التغيرات في شواطئ المنطقة العربية وغطائها النباتي وتمددها العمراني، وأثر ارتفاع البحار بين متر واحد وخمسة أمتار على الشواطئ العربية، إلى جانب دراسات فضائية محددة لبيروت ودلتا النيل ودبي.

وسوف يناقش المؤتمر «مبادرة الاقتصاد الأخضر» التي أطلقها المنتدى، ودورها في مواجهة تغير المناخ، ويشارك فيها مجموعة من رؤساء الشركات العربية مع عرض لتجاربهم في مجال التزام المعايير البيئية وتعديل أنماط الإنتاج.

يذكر أن «المنتدى العربي للبيئة والتنمية» (أفد) (Arab Forum for Environment and Development) (AFED) وموقعه على الإنترنت (www.afedonline.org) منظمة إقليمية غير حكومية لا تتوخى الربح، تجمع الخبراء والأكاديميين مع هيئات المجتمع الأهلي ومجتمع الأعمال ومؤسسات الإعلام والإعلان لتشجيع سياسات وبرامج بيئية متطورة عبر العالم العربي، وقد تم إطلاقه رسميا في 17 يونيو (حزيران) عام 2006 في بيروت في ختام مؤتمر «الرأي العام العربي والتنمية» الذي نظمته مجلة «البيئة والتنمية» التي تعد من المجلات البيئية الرائدة والأولى في العالم العربي والتي تصدر عن «مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة»(Middle East Centre for the Transfer of Appropriate Technology) (MECTAT) في بيروت، وموقعه على الإنترنت (www.mectat.com.lb)

أخيراً، يبقى الأمل أن تساهم جلسات مؤتمر «المنتدى العربي للبيئة والتنمية»، أولا في رفع مستوى الوعي لدى الجمهور العربي والحكومات وقطاع الأعمال بخصوص آثار ظاهرة التغير المناخي عربيا وعالميا، والتشجيع على مبادرات وخطط وسياسات عملية وفاعلة لمواجهة التحديات المتزايدة لهذه الظاهرة، وثانيا أن تساهم جلسات وتقارير هذا المؤتمر في تكوين تحالف عربي موحد يشارك ويحدد النقاط المطلوب أخذها في الاعتبار في مفاوضات مؤتمر «كوبنهاغن» والاتفاقية الجديدة بشأن المناخ، لإنقاذ كوكب الأرض والحضارة البشرية.

* كاتبة وباحثة مصرية في الشؤون العلمية