الرجال الخفافيش

TT

كم سعدت عندما قرأت عن امرأتين تستغلان زواج (المسيار) للاحتيال على الرجال.

ولا أستبعد أن البعض ممن يقرأون عن سعادتي هذه أنهم سوف يناصبونني العداء لأنني من المؤيدين لمثل هذا الاحتيال.

والواقع أنني لست من المؤيدين له بتاتاً، ولكنني فقط من المعجبين بذكاء هاتين المرأتين اللتين أذلتا رقاب الكثير من (خفافيش الرجال).

والحكاية وما فيها أيها السيدات والسادة، أنهما كانتا تعرضان عليهم بكل أريحيّة تزويج نفسيهما عبر زواج المسيار، وبحسب الرجال الضحايا، فإنهم بعد الاقتناع بالزوجة المفترضة الطاغية الجمال، فإن المرأة تطلب من الزوج المفترض أولا مبلغاً من المال (كجزء من المهر)، بالإضافة إلى متطلبات الزواج من شقة وأثاث ومجوهرات وملابس، وما أن تحصل على طلبها حتى تغيب عن الأنظار.

ولم تكتف زوجة المسيار (الأروبة) بذلك، فهذه هي البداية فقط، ولكنها تبدأ بعدها بعمليات التهديد للأزواج المفترضين، خصوصاً أنها مدعومة بالوثائق والصور الثابتة والمتحركة، ولديها كامل الأسماء والعناوين عن زوجاتهم وأولادهم وأقاربهم، بل إن التهديد وصل حتى إلى فضحهم على شاشات (الإنترنت)، مما دفع هؤلاء الرجال المتورطين إلى القبول بالمطالب متحملين الخسائر المادية، للمحافظة على حياتهم الأسرية.

والغريب أنهما استمرتا على هذا المنوال عدة سنوات، ولم تنكشفا إلا بعد أن أصبح أحد الضحايا على (الحديدة) مثلما يقولون ـ أي أنه فلِّس ـ وضاق ذرعاً بما أصابه من رعب من مطاردة زوجة المسيار التي لم ترحمه من كثرة مطالباتها، فما كان منه إلا أن يشتكيها ويقدم بها بلاغاً. طبعاً حياته الأسرية بعد ذلك تدمّرت بعد أن طلبت منه زوجته الحقيقية الطلاق.

وما أن قبض على المرأتين حتى اعترفتا بكل أعمالهما الجهنمية، وقدمتا (لستة) طويلة من أسماء الرجال الأغنياء المقتدرين المختارين من قبلهما بعناية فائقة.

وقد تحفظت الشرطة على الأسماء لكي لا تنهار بقية الأسر.

والشيء الذي لفت نظري أن إحدى السيدتين وصلت إلى مقر الشرطة وهي تركب خلف السائق سيارة مرسيدس، وزميلتها الأخرى تركب بي إم دبليو آخر موديل، وكل واحدة منهما لديها رصيد بالبنك مكون من رقم وراءه (ستة أصفار).

وتنفس بعد ذلك بقية الرجال الصعداء.

ولكن بالله عليكم ألا تستحق هاتان المرأتان الإعجاب؟! بقدر ما يستحق هؤلاء الرجال الإشفاق والاشمئزاز؟!

ومن حسن حظ هاتين المرأتين أنهما لا تعرفان عنواني، لأن أية واحدة منهما لو (هوّبت) نحوي وعرضت نفسها عليّ، (فيمين بالله) أنني سوف أخوض معها بدون شك مصارعة حرّة، إن لم أطلق عليها الرصاص.

فاللهم احمِ رجال المسلمين الأشاوس من أي زواج مسيار، أو ما شابه ذلك.