لخامس مرة: توفيق الحكيم!

TT

كنت قد أصبحت رئيسا لتحرير مجلة «آخر ساعة» وذهبت لتوفيق الحكيم أطلب إليه أن يكتب في «آخر ساعة». وبعد مساومة وافق بشرط أن تكون المكافأة أكبر مما يتقاضاه من الأهرام فوافقت. وأن يكون الدفع مقدما فوافقت. وألا تكون أوراقا كبيرة.. يعني لا ورقة من فئة المائة جنيه، وإنما يجب أن تكون عشرات لكي يستمتع بإمساكها في يده. وأن يعدها.. أما إذا كانت ورقة بمائة فإنها لا تسعده. ولا يحب أن تكون شيكات يذهب بها إلى البنك. قال: أبدا.. هات الفلوس عشرات وحبذا لو كانت خمسات.. تعرف والله لو جبتها قروش فسوف أقبلها سوف أملأ بها يدي وعيني.. هاها..

قلت للصديقة رئيسة الإذاعة صفية المهندس: يا صفية أنا عاوز حد ييجي يسجل مكالمة تليفونية مع توفيق الحكيم وأنا أساومه، سوف تسمعين كلاما يموت من الضحك. وبعد ذلك تذيعين هذا الحوار. إيه رأيك. قالت: فكرة هايلة!

وجاء مهندس وأوصل أسلاكا وسماعات وكلمت توفيق الحكيم قال: أصلي أنا متجوز حسنين هيكل.. وإذا كتبت عندك يعني باهلس.. باخبص. وما دمت قررت أن أكون خباصا هلاسا فلا بد أن تعطيني ما يقابل هذا الهلس.. وإلا هيكل يقول توفيق الحكيم يخون الحياة الزوجية بسبب مبلغ تافه أنا أقدر أعطي له أكثر من كده. وهو يقدر. لكن بصراحة أنا عاوز أخبص.. هاها هاها.. العقاد وطه حسين لا يخبصان.. العقاد ليس متزوجا. وطه حسين يقدس حياته الزوجية.. هاها

قلت له: متى تبعث لي بالمقال..

قال: جاهز.. المقال عندي.. وأنت تشخشخ جيبك وتديني المبلغ اللي اتفقنا عليه.. أوراق مالية صغيرة.. لا أريد الأوراق الكبيرة..

فقلت: أعرف يا توفيق بيه..

قال: ده طبعي مش لعب عيال، يعني أنا رجل خباص وإذا أحد قال أي شيء فأنت تتولى الدفاع عني.. أما أنا فسأقول أنك ألححت عليّ إلحاحا شديدا وتطاردني ليلا ونهارا ثم إنني أحب أن أشجعك وأنا الذي تحمست لمنحك جائزة الدولة التشجيعية عن كتابك «حول العالم في 200 يوم». فأنا تحت الضغط والإغراء لم أستطع أن أقاوم، وإذا هيكل كلمك قل له كده. لأنني حاقول له نفس الكلام!