ولماذا يفعل أوباما شيئاً للسلام؟

TT

يقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الرئيس الأميركي «لا يفعل شيئا في الوقت الحاضر» لإنعاش مفاوضات السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية، مضيفاً أن أوباما «دعانا إلى استئناف عملية السلام.. وآمل أن يؤدي دوراً أكبر في المستقبل». وأشار عباس إلى أن الفلسطينيين «ينتظرون من أميركا أن تضغط على إسرائيل لكي تحترم القانون الدولي وتطبق خارطة الطريق».

والسؤال هنا لماذا على أوباما أن يفعل شيئاً في عملية السلام، أو لمصلحة الفلسطينيين، طالما أن الفلسطينيين لم يفعلوا شيئاً لأنفسهم؟

هذه هي الحقيقة، ويكفي أن نراقب ما يجري اليوم حول صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، فحماس تؤكد وللمرة الثانية أنها اتفقت وجميع الفصائل بغزة على وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، أي أن حماس أوقفت «المقاومة» التي بموجبها كانت إيران، وسورية، وحماس، وحزب الله، يفرزون العالم العربي إلى ممانعة واعتدال، وبموجبها، أي المقاومة المزعومة، تُخوَّن دول وقيادات، واليوم قررت حماس أن توقف إطلاق الصواريخ لإتمام الإفراج عن الأسرى من أجل شراء شعبية على الأرض في غزة وبين الفلسطينيين، على غرار ما فعله حزب الله بعد حروبه التي كبدت لبنان 1200 قتيل، و5.2 مليار دولار لتأتي بسمير القنطار، ورفات قتلى!

تفعل حماس كل ذلك تفادياً لإتمام الأهم، وهو ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، فمن خلال عملية الأسرى تكون حماس قد استعدت للانتخابات الفلسطينية، إن أجريت، فحماس تعرف أن شعبيتها في انحدار مستمر، والأوضاع في غزة من سيئ إلى أسوأ، ويكفي الانتباه إلى القوانين الجديدة المتشددة حيال مكافحة المخدرات، والتي تؤشر إلى وجود انفلات، وإحباط يقود بعض الناس للمخدرات، داخل غزة، ناهيك عن أن متضرري حرب غزة لم يعوضوا إلى الآن.

هذا فيما يختص بحماس، أما السلطة الفلسطينية فقد ربطت نفسها بخدعة الاستيطان، وقدمت لنتنياهو مخرجاً من الضغوط التي قام بها أوباما على إسرائيل حين ربطت كل شيء بالمستوطنات، واليوم يقول عباس إن أوباما لم يفعل شيئاً للسلام، في الوقت الذي تستجدي فيه فتح حماس من أجل المصالحة قائلة على لسان محمد المدني، عضو اللجنة المركزية لفتح «نطالبهم بالتوقيع حتى نستطيع مواجهة التحديات التي نتعرض لها من أجل القبول بحلول لا تلبي الحد الأدنى فلسطينياً، وتحاول حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة فرضها من خلال الدولة ذات الحدود المؤقتة، والاعتراف بيهودية الدولة، مع استمرار نهب الأراضي للتوسع الاستيطاني، وتهويد القدس، وصولا لتصفية الوجود الفلسطيني في عاصمتنا الأبدية».

فإذا كانت السلطة لم تستطع الوصول إلى اتفاق مع حماس، أو التعامل معها كحركة انقلابية استلبت السلطة بالسلاح، فكيف بمقدور أوباما، مساعدة الفلسطينيين؟ وسبق أن لمنا المصريين، والسلطة، والعالم العربي، بما فيه السعودية، لأنهم لم يسعوا إلى لجم حماس، ليس لأنها لا تسايرهم، بل لأنها تجرم كل دقيقة بحق القضية الفلسطينية التي باتت قميص عثمان، وشماعة كل مصائبنا العربية.

النقطة الأهم التي تنساها السلطة، سواء أبو مازن أو صائب عريقات، أو غيرهما، أن من لا يأكل بيده لا يشبع.

[email protected]