لرابع مرة: أحمد زويل!

TT

قبل أن يفوز بجائزة نوبل كان الكلام كثيرا عليه. ولكن بعد الجائزة فأي كلام قليل عليه.. وظهر في كل المجالس الاجتماعية والفنية والأمنية. ومن المؤكد كان من الصعب عليه أن يشرح. والناس لم تفهم الكثير مما يقول. ولكنهم سعداء به. وظهر في البلاد العربية ويقال لقي حفاوة في إسرائيل. ليس غريبا.

وأنا كرجل ريفي لا أزال أحتفظ ببعض الخصال الريفية. وكثيرا ما تلقيت الصدمات في هذه الخصال. وأعيب على نفسي أن أتأثر كثيرا وعميقا إذا صدمت في أخلاقيات أبناء الريف. فأنا لا أتصور أن أحدا يغضب أمه أو يرفع صوته عليها.

وقد نفى لي أحمد زويل ما سمعت. وما سمع أيضا. وصدقت الناس الذين كذبهم. وهذا يكفيني جدا ألا أكتب سطرا عنه.. لأنه صدمني. وقد لا تكون صدمة لأحد غيري. ولم أعد أتصل به ولا هو. ولا أعلق على أخباره. واعتذرت عن لقاءاته في التلفزيون أو في الأوبرا.

وسئلت: لماذا لا تكتب عنه؟

قلت: أنا أول من كتب عنه. عشر مرات.. قبل أن يعرف الناس اسمه. ولا من هو. ومن أين جاء. وقد شكرني على ذلك. ولا أنكر عليه موهبته العلمية. وهو شرف لمصر.. وليس في حاجة إلى ما أكتبه. فقد كتب عنه كل الكتاب والعلماء والفنانين. وكان شيئا غريبا حقا أن يظهر زويل في الحفلات العامة يشرح ما اهتدى إليه. وهو كلام صعب. وهو ليس أستاذا في الجامعة يقول ويشرح ويجيب عن أسئلة من يسأله ولكن في الحفلات الفنية التي يتوقع منها الطبل والزمر والرقص، وليست الفيزياء والكيمياء.. ولكنه كان سعيدا. وكان الناس أيضا. وليس مفهوما لأنه من الصعب أن يكون مفهوما. ولكن الناس سعداء به وبرؤيته وحضوره. شيء غريب: مصري يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء وإلى جانب نجيب محفوظ زميله في جائزة نوبل في الأدب والسادات الفائز بنوبل في السلام..