لخامس مرة: أحمد زويل!

TT

لم أر في حياتي عالما كبيرا فذا. ولا أعرف كيف يكون. رأيت أساتذة علماء، ولكن ليست لهم سمعة عالمية.. رأيت واستمعت إلى محاضرة للدكتور علي مصطفى مشرّفة عميد كلية العلوم. المحاضرة لم أفهم منها شيئا. إنها للمتخصصين. سألني: فهمت؟ قلت: ولا كلمة. وسألني: كيف احتملت هذه المحاضرة.. قلت: إعجابا بك.

وأصدر كتابا عن الطاقة الذرية وكيف تنبعث الطاقة، وحتى هذا الكلام لم يكن واضحا تماما. ولكن أعجبني من كلام د. مشرّفة دعوته إلى ضرورة أن نتوسع في الدراسات العلمية. إن عدد المحامين في بلدنا أضعاف عدد المجرمين.. يقول د. مشرّفة: وكما أننا لسنا في حاجة إلى مجرمين بهذا الحجم فلسنا في حاجة إلى محامين. ولا هذا العدد الكبير من الأدباء.. العلم ثم العلم ثم العلم!

هذا الكلام الذي يقوله في كل محاضرة. وكان يعاب على د. مشرّفة أنه مغرور.. وأنا أرى أنه معه حق.. فهو حصّل شيئا يعذبه ويتعسه. وكذلك قل عن زويل.. وإنه يريد قصرا يسكنه أو يجعله مكتبا إذا جاء إلى مصر. وأنه أرسل خطابا لرئيس الجمهورية يطالب بتعديل وزارة البحث العلمي وأنه يريد أن يشكل الوزارة على مزاجه وأنه وأنه...!!

وأنا أرى أن معه الحق فإن ما أنجزه في مجال العلم شيء عظيم. ومن غير العلم لن نتقدم في أي مجال.

ثم هذه العبارة التقليدية: لقد بدأنا مشوار النهضة مع اليابان في نهاية القرن التاسع عشر. وهذه العبارة نقولها في مجال الفخر. والحقيقة أنها إدانة لأنفسنا. فأين نحن من اليابان. هي في السماء ونحن لا نزال نتساءل إن كنا ندخل الحمام باليمنى أو اليسرى.

سألني مرة صحافي ياباني: لماذا في كل مرة يجيء رئيس جديد لمصر يتحدث عن مصر واليابان ويكرر هذه الحكاية!

السؤال معناه أنه لا داعي لذلك لأنه لا وجه للشبه بيننا وبين اليابان. ومعه حق..