* أخذ يسألني أسئلة ما أنزل الله بها من سلطان، يريد إحراجي، فأجبته بإجابات لا تمت إلى العقلانية بصلة، علّه يكف عن سؤالي وإحراجي، وإليكم ما حصل:
س: هل صحيح أنه خير لك أن تسأل مرتين من تخطئ مرّة واحدة؟!
ج: الصحيح أن لا تسأل على الإطلاق، أي تَحوّلْ إلى أبكم، وافعل ما يحلو لك.
س: هل صحيح أن الكلام لا يسدد الديون؟!
ج: لا يسددها غير السطو على مصرف.
س: هل صحيح أن من أذنب وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي؟!
ج: قصدك وهو يُجهَش بالبكاء.
س: هل صحيح أن الكلام يشبه النحل، فيه العسل وفيه الإبر؟!
ج: وفيه السكاكين، بل وفيه قنابل «النابالم» كذلك.
س: هل يكفي أن تظهر السوط للكلب المضروب؟!
ج: على شرط أن لا يكون من فصيلة «الجيرمن شبرد»، أو «الدبرمان».
س: هل صحيح أن الريش الجميل ليس كافيا ليصنع طائرا جميلا؟!
ج: ولكنه كافٍ ليصنع امرأة جميلة، على شرط أن تكون «مميزة»، أما إذا لم تكن كذلك فستصبح أضحوكة.
س: هل صحيح أنه يستحيل الوقوف في هذا العالم دون الانحناء أحيانا؟!
ج: بعض الناس لا يكتفون بالانحناء فقط، ولكنهم يتلذذون بالانبطاح.
س: هل صحيح أن كل من يسخر من الجروح لا يعرف الألم؟!
ج: ألم تقرأ شطر بيت شعر المتنبي القائل: مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلاَمُ؟!
س: هل صحيح أنه عندما يشيخ الثعلب، تنتف فروتَه الغربان؟!
ج: وفوق ذلك يفقد ملابسه الداخلية التي تغطي سوأته.
س: هل صحيح أن الكلام إذا كان من فضة فإن السكوت من ذهب؟!
ج: الصحيح هو: إذا كان الكلام من فضة، فالصراخ من «بلاتين».
***
قال لي أحد القضاة: أتتني سيدة وهي تحمل طفلا رضيعا وتسحب خلفها أربعة أطفال آخرين لا يتجاوز أكبرهم الخامسة من عمره، وقالت: «أريد الخلع والطلاق من زوجي»، وسألتها: «ما الأسباب؟!»، قالت: «الهجر يا سيدي»، فأخذت أجيل النظر في الأطفال وسألتها متعجبا: «عن أي هجر أنت تتحدثين؟!»، فقالت بصوت خفيض: «الحقيقة أن زوجي يعود فعلا إلى المنزل بين وقت وآخر ليعتذر عن سلوكه».
عندها لم أتمالك نفسي وقلت للقاضي: «سلم لي على الزوج (طير شلوا)».