إيران وحماس وحزب الله وجولة جديدة

TT

في أسبوع واحد اجتمع مندوب حماس في بيروت بقيادات حزب الله، وفي دمشق التقى أول من أمس الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، مع سعيد جليلي مسؤول الملف النووي الإيراني.

في لبنان كان السبب المعلن للقاء حزب الله بحماس، بحسب بيان حزب الله، أنه جاء لبحث العلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية و«أهمية أن تشهد المرحلة المقبلة استئناف الحوار اللبناني ـ الفلسطيني بروحية الحرص المشترك على بناء أفضل العلاقات التي تحقق المصالح المشتركة للشعبين».

من جانبه قال أبو مرزوق لصحيفتنا عن لقائه جليلي إنه كان «عاديا في إطار اللقاءات التي يعقدها مسؤولو الحركة مع الوفود الإيرانية التي تزور دمشق»، رافضا الحديث عما إذا كان اللقاء قد تم بناء على طلب المسؤول الإيراني أو حماس، قائلا «بغض النظر.. الاجتماع تم». وأضاف أبو مرزوق بتهكم «كان اللقاء سياسيا وليس نوويا..».

والسؤال الطبيعي هنا هو لماذا هذه التحركات واللقاءات الآن بين إيران وأعوانها، سواء حزب الله أو حماس، لكن قبل طرح هذا السؤال لا بد أن نتنبه إلى نقطة مهمة، وهي أن إيران وأعوانها يواصلون تهميش الدولة، على حساب الأحزاب. فمن ناحية نجد حزب الله يناقش العلاقة، أو الحوار الفلسطيني ـ اللبناني، في الوقت الذي لا يزال يدور فيه جدال كبير حول دور حزب الله وسلاحه داخل لبنان نفسها، فكيف يكون الحزب، أو زعيمه حسن نصر الله، هو الذي يتحدث باسم لبنان، فأين رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومن الناحية الأخرى لماذا الإمعان في تهميش السلطة الفلسطينية؟ والأمر نفسه ينطبق على لقاء دمشق بين جليلي وأبو مرزوق، حيث يؤكد على أن إيران وأعوانها، مستمرون في تهميش دور الدول، والحكومات العربية.

ومن هنا نستطيع أن نعود إلى السؤال الرئيسي، وهو لماذا هذه التحركات الآن بين إيران وأعوانها في المنطقة، حزب الله وحماس؟ والإجابة الطبيعية أن طهران تعمد إلى توحيد صفوف أعوانها في المنطقة تحسبا لقادم الأيام، خصوصا أن مفاوضات الغرب وإيران حول ملفها النووي تمر بصعوبات، وبات من الواضح أن إيران بدأت تصدم بمواقف بعض الأطراف الدولية مثل روسيا والصين، وبالتالي فإنها تريد إعادة ترتيب وتوحيد صفوف الجبهات المؤمل استخدامها في قادم الأيام، وهي جبهتا لبنان وغزة، ولذا نشاهد هذه التحركات.

لكن ومع حادثة حافلة الزوار الإيرانيين في دمشق، ورغم النفي السوري بأن يكون عملا إرهابيا، إلا أنه بات من المهم أن نتساءل عما إذا كان هناك طرف ما يتحرك من أجل ضرب الجهود الإيرانية في توحيد صفوف أعوانها في المنطقة، سواء حماس أو حزب الله، خصوصا أننا لا نعلم إلى الآن من تنقل هذه الحافلات أصلا!

المراد قوله إن تحركات إيران وأعوانها في منطقتنا توحي بأننا مقبلون على أزمات قادمة في نفس مناطق الأزمات، ومن نفس فاعليها، حماس وحزب الله، والمرجع هو نفسه، أي إيران.

[email protected]