هل هي ناقصة «هوامير» يا مشعل؟!

TT

«أمان يا ربي أمان».

لا نملك إلا أن نردد هذه العبارة، التي كانت ترددها ماري منيب حينما تحشر في أدوارها التركية، فلقد انفردت صحيفة «المدينة» السعودية ـ عدد السبت الماضي ـ بخبر كان محررها شاهد عيان فيه، ويتمثل الخبر في أن كميات كبيرة من الأسماك ظهرت في أحد تجمعات المياه التي خلفتها السيول بجوار سور جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وأن هواة الصيد نصبوا شباكهم هناك، وظفروا بأعداد كبيرة منه!

فهل أمطرت السماء علينا أسماكا يوم الأربعاء قبل الماضي؟!

أستعيد هنا ما كتبه زميلنا الساخر مشعل السديري في مقال له الاثنين الماضي بعنوان «عندما هطلت السماء أسماكا ومسامير ونقودا» تحدث فيه بعلمية عن بعض الظواهر الغريبة في أماكن من العالم، حينما أمطرت السماء أسماكا، وسلاحف، ومسامير، وبراغي، وقطع حلوى، ونقودا معدنية، وأرجعها إلى دوامات هوائية سريعة، تعصف و(تشفط) ما تمر عليه، وتصعد به لأعلى وتعبر بها مناطق مختلفة، وعندما تهدأ تسقط حمولتها تلقائيا على الأرض، وأحيانا تتساقط مع الأمطار وكأن السماء قد أمطرت سمكا وحمّصا ونقودا، وليس أمامكم إذا لم تقتنعوا إلا الإمساك بتلابيب مشعل، فأنا أعرف أنه فنان، وأديب، وكاتب، ولم أعهده عالما من قبل، وهل جدة ناقصة أسماكا ـ يا مشعل ـ لنحاصر بها من الشرق والغرب؟! وما هذا السمك ـ طالب العلم ـ الذي لم يجد مكانا يحل فيه سوى سور الجامعة؟! ولو أن لنا خيارا كنا نفضلها نقودا ورقية وليست معدنية لعلها تجبر بعض خواطر الفقراء الذين تضررت أحوالهم.

والحقيقة أن ثمة غيرة أصابتني من «علمية» مشعل المفاجئة، فقررت أن أخوض مثله في شأن الأسماك التي جلبها السيل إلى جدة، فرحت أشحذ تفكيري بحثا عن احتمال آخر لم يرد في تحليلات مشعل، فأغلب الظن ـ وليس كل الظن إثما ـ أن السيل قد جلب الأسماك معه من بعض المزارع السمكية في شرق الخط السريع، فحينما امتلأت تلك المزارع بالمياه جرف السيل ضمن ما جرف أسماكها.

ولم يقل لنا الزميل محرر «المدينة» عن نوع السمك الذي علق في شباك الصيادين، متمنيا أن لا يكون من نوع «الهامور»، فجدة ليست ناقصة «هوامير»! وشر البلية ما يضحك.

[email protected]