عبد الوهاب.. ثروة قومية!

TT

لأول مرة يؤكد الرئيس السادات على ضرورة أن أكون موجودا، مع أنه الموعد الأسبوعي للقاء الرئيس. ذهبت قبل الموعد. وجدت الرئيس السادات جالسا يستدفئ بالشمس ويقرأ الصحف. وأمامه كوب الشاي الصغير ـ الاستكانه كما يقول أهل الخليج. وهي كلمة فارسية أصلها روسي ومعناها الكوب الصغير..

ـ صباح الخير يا ريس..

ـ أهلا يا أنيس.. تعال أقعد هنا في الشمس. أنت تعرف عبد الوهاب؟

ـ أيوه يا ريس..

ـ صاحبك؟

ـ أيوه يا ريس..

التفت ورائي فوجدت عبد الوهاب وقد وضع منديلا على أنفه.. ونهض الرئيس وقال أهلا يا محمد. الجو النهارده بارد علشان يخيفك.. هاها.

يقول عبد الوهاب: تحياتي يا سيادة الرئيس. الآن صار الجو أدفأ يا أفندم.

الرئيس: أنت جاهز يا محمد..

عبد الوهاب: تمام يا أفندم..

وأشار الرئيس السادات إلى واحد من الحراس. تعالوا: جاهزين يا أفندم!

ولم افهم. وإنما نهض الرئيس وأخذ عبد الوهاب وقال: أنت ثروة قومية. أنت أعظم ما تملك مصر..

عبد الوهاب: العفو يا أفندم أنت الأعظم يا أفندم..

وذهبنا إلى إحدى القاعات. لقد جاء عبد الوهاب ومعه تسجيل وتوزيع جديد للسلام الوطني.. ونهض عبد الوهاب وقال: سيادة الرئيس أنا جعلت النشيد بثلاث سرعات..سريع و بطيء وبطيء جدا..

وأداروا الشريط.. وسمعناه مرة بعد مرة.

سألني السادات: يا أنيس وأنت ما رأيك؟ فقلت: السرعة المتوسطة يا ريس..

ولكن الرئيس قال لنا: بل السرعة البطيئة فأنا لا أريد إثارة الناس. أنا لا أريد حربا بعد اليوم..