مشاركة نصر الله في «ماراثون» بيروت!

TT

أظهرت الصور القادمة من بيروت مساء أول من أمس قيادات لبنانية متمثلة بالرئيس ميشال سليمان، ورئيس الوزراء سعد الحريري، وهم يتقدمون آلاف المشاركين اللبنانيين في ماراثون بيروت، وبالطبع قبل أن ننسى كانت هناك المثيرة هيفاء وهبي. واعتبر كل من سليمان والحريري، أن الرياضة مفيدة للبنانيين، وقد يستفيد لبنان من الروح الرياضية للتغلب على مشاكله، حيث قال سليمان إن المشاركين «أتوا ليلتقوا مع بعضهم البعض. هؤلاء يعلموننا، وقد وجهوا لنا رسالة تؤكد ضرورة أن نبقى معا». بينما شدد الحريري على ضرورة «جمع اللبنانيين»، وأن «الرياضة هي أهم شيء يجمعهم».

وهنا بيت القصيد، فمن أجل أن تسهم الرياضة بخلق الروح الرياضية لدى اللبنانيين جميعا، فلو كنت مكان سعد الحريري لبادرت بالحديث مع زعيم حزب الله حسن نصر الله قبل ماراثون بيروت بأيام، وقلت له التالي: «مشكلتك يا سيد مع الحكومة اللبنانية، وتحديدا البند السادس من البيان الوزاري والمتعلق بسلاح الحزب، وتعبير (حق المقاومة)، سوف أحلها لك دون عناء، حيث سأصدر البيان الوزاري متضمنا حقك بامتلاك السلاح، وكذلك حق المقاومة، ولو غضب حلفائي، ولكن بشرط واحد، وبسيط جدا، وهو أن تشارك معنا في ماراثون بيروت». بمعنى المقاومة مقابل الماراثون، تشارك معنا في الهرولة، ندعم المقاومة، هكذا بكل بساطة!

وفي حال أبدى نصر الله أعذارا فعلى الحريري أن يسترسل قائلا «المسألة بسيطة يا سيد، أولا كل المطلوب منك هو الهرولة معنا في الهواء الطلق، أمام كل اللبنانيين، ولا يمكن أن تقول لي أن ليس بمقدورك أن تهرول.. ولو يا سيد، هيفاء وهبي تجري معنا، وعليك أن تتذكر أن المطلوب منك هو المشاركة بسباق 10 كيلومترات في شوارع بيروت، أما أنا فحين أصدر قرار دعم المقاومة فسأجري معك إلى المجهول في سباق تتابع لا يعلم مداه إلا الله.. وبالتالي فلا تستطيع يا سيد أن تتعذر بالإجراءات الأمنية، على اعتبار أنك مشروع شهادة، كما تقول دائما، ومن يرِد الشهادة لا يختفي في الجحور، خصوصا أن من سيستهدفك سيستهدف الحريري وسليمان ووزير الداخلية، والموت مع الجماعة رحمة يا سيد»!

وبالطبع فمن السهل تفنيد استفسارات نصر الله، إن فعل، حول عدم مشاركة نبيه بري، وميشال عون، ووليد جنبلاط، فللسن أحكام كما يقال، ناهيك عن أن السيد بري، انقطع نفسه، كما يقال، وهو يهرول في مشروع نزع الطائفية غير البريء، أي أن لا حجة حقيقية أمام زعيم حزب الله لعدم مشاركة أهل بيروت في عرسهم الماراثوني الرياضي.

وعلى كل حال فما سبق أعلاه ليس بطرفة، بل هو دليل بسيط جدا على أنه ليس بمقدور حسن نصر الله أن يكون مع لبنان كله، فنصر الله يريد من لبنان، بمختلف مشاربه، أن يقف معه، أو خلفه، في خندق «المقاومة» التي لا أحد يعلم إلى أين ستؤدي، بينما لا يستطيع حسن نصر الله نفسه أن يقف مع آلاف اللبنانيين، من كل المشارب، في شارع الماراثون!

[email protected]